عدن تحتفي بذكرى الاستقلال بفعالية فكرية تحيي ذاكرة التحرر الوطني

النقابي الجنوبي / خاص
أحيت نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين وفرعها في العاصمة عدن، اليوم الاثنين 1 ديسمبر 2025م، الذكرى الـ58 لعيد الاستقلال الوطني، من خلال فعالية فكرية موسعة أقيمت في مقرها بمديرية التواهي تحت عنوان “التجربة الوطنية.. شهادات ووقائع وتحديات الحاضر والمستقبل”، وذلك بمشاركة واسعة من أكاديميين وسياسيين وإعلاميين بارزين.
واستهل نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، عيدروس باحشوان، الفعالية بالتأكيد على أن يوم 30 نوفمبر يمثل محطة خالدة في الوجدان الجنوبي، باعتباره خلاصًا تاريخيًا من الاستعمار البريطاني وبداية مسار تحرر مهّد لبناء الهوية الوطنية. وأوضح أن استلهام قيم الاستقلال بات ضرورة ملحّة في ظل التحديات السياسية التي يواجهها الجنوب اليوم.
وقدّمت الإعلامية رضية شمشير مداخلة تناولت فيها الدور الريادي الذي لعبته الصحافة الجنوبية في ستينيات القرن الماضي في دعم حركة التحرر، مشيرةً إلى أن الإعلام شكل آنذاك رافعة للتوعية الوطنية وأداة حاسمة في تعزيز الخطاب الثوري. وأكدت أن الإعلاميين الجنوبيين يواصلون اليوم أداء هذه الرسالة في مواجهة حملات التضليل التي تستهدف القضية الجنوبية.
وفي مداخلة أخرى، قدّم السفير قاسم عسكر جبران قراءة تاريخية أوضح فيها بدايات تشكّل حركات التحرر والجبهات المسلحة قبل الاستقلال، مشيرًا إلى أن تضحيات الجيل الأول من الثوار أسست لمرحلة بناء دولة حديثة في السبعينيات والثمانينيات، وداعيًا إلى استثمار تلك الدروس في مواجهة تحديات الحاضر واستمرار النضال ضد “الاحتلال اليمني”، على حد تعبيره.
بدوره، عرض الدكتور محمود السالمي وثائق ومعلومات جديدة تتعلق بتعامل الإدارة البريطانية مع الثورة المسلحة، مبينًا الأساليب التي انتهجتها سلطات الاحتلال لمواجهة الحراك الثوري، وكيف تمكن الثوار عبر الإرادة الشعبية والتنظيم السياسي من فرض مشروع الاستقلال.
وشهدت الفعالية نقاشات موسعة من المشاركين تناولت أسباب نجاح ثورة 14 أكتوبر وارتباطها بنوفمبر، والعوامل التي حافظت على صمود الحركة الوطنية الجنوبية عبر عقود، إضافة إلى قراءة معمقة للتحولات السياسية والاجتماعية التي مهّدت لنجاحات الحاضر في بناء مؤسسات سياسية وأمنية فاعلة.
واختُتمت الفعالية بتأكيد المجتمعين على ضرورة توثيق التجربة الوطنية الجنوبية بجميع مراحلها، وتعزيز دور الإعلام في حماية الوعي الجمعي وترسيخ الهوية الوطنية، ودعم تطلعات أبناء الجنوب نحو استعادة دولتهم.