اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

وهم الوحدة.. لماذا اصبحت مطالب الجنوب حق شرعي؟

 

 كتب / محمد عبدالله رويس

ٱذا سألت أي مواطن من الشمال عن الوحدة اليمنية وحق الجنوب في تقرير مصيره لسمعت الإجابة جاهزة ؛ إذ يدعي أنه سيحارب من أجل الدفاع عن الوحدة اليمنية ومنع حق الجنوب من تقرير مصيره واستعادة دولته. وفي نفس الوقت لو قلت له:فلماذا لم تدافع عن الدولة ضد الانقلاب الحوثي فسيجيب: بأن الحوثي يمني ولأ بديل له حالياً.

هنا.  يتضح لنا أن هذه الوحدة قائمة على الضم والالحاق لا على الرغبة في الوحدة كمفهوم ومبدأ وهدف مشترك. وعليه.فإن استمرار هذا المعادلة المختله يعطي الحق لشعب الجنوب أن يقرر مصيره بعيدا عن هذا الازدواجية والكيل بمكيالين في مفهوم الوحدة.

وليس تجاوز أو مبالغة إذا قلنا إن النخب السياسية والأغلبية الشعبية في الشمال قد تختلف في كثير من التوجهات السياسية والمشاريع قد بلغت حد الوصول إلى الثورة والجمهورية إلى الصراع على السلطة، إلا أن هناك إجماع على منع الجنوب من تقرير مصيره و«الانفصال » . ولكن الأمر يختلف تماما في الجنوب ،حيث يرى الأغلبية بأن الوحدة اليمنية بشكلها السابق قد انتهت، وان الانفصال، واستعادة الدولة الجنوبية أمرامطروحا مالم تتوفر بدائل أخرى ،وهذا رأي الوحدويون. أما« الانفصاليون» كما يحب البعض أن يسميهم ،فيرون أن الوحدة قد انتهت بالحرب على الجنوب ١٩٩٤.وان الحل الوحيد هو في استعادة الدولة وفك الارتباط بالوحدة.

ومما يعزز هذا  الانقسام على مختلف المستويات؛ النخبوي والشعبي هو الخطاب القائم على الكراهية المتبادل بين الشمال والجنوب نتيجة لتراكمات الماضي بكل ما فيها من حروب وصراع باسم الوحدة ، وليس غريبا أن الرأي العام في الشمال يرى بأن الجنوب هرب من الوحدة بعد إنهيار المنظومة الاشتراكية، والأغرب من ذلك كله الإدعاء بأن الشمال تحمل ديون الدولة الجنوب قبل الوحدة ،والتي يقدرها البعض بـ خمسة مليار دولار. والصحيح أن الجنوب كان يهتف بالوحدة في كل طابور صباحي، مما جعلها هدف وطني وشعبي، إلا أن أسلوب وممارسات الطرف الاخر ،هي من جعلت الوحدة تصبح في نظر ابناء الجنوب من منجز إلى جريمة، ومع كل ما حدث في السنوات الماضية وبعد الإنقلاب الحوثي وانطلاق عاصفة الحزم فقد ظهرت إلى الواجهة مجددا آراء متناقضة 

يرى طرف بأن الجنوبيون مرتزقة،بينما يرى الجنوبيون بأن الشماليين عملاء لإيران  بنسختهم الحوثية.. أضف إلى أن الحرب في العقد الماضي اخذت منحنى تشطيري والدماء التي سفكت رسمت حدودا٠  و عززت الانقسام وشجعت على الأخذ بالثأر من الطرف الاخر،وهذا ما يجعل إعادة الحديث عن الوحدة أمر صعب ولأ أحد يملك الجراءة في طرح الحلول الواقعية التي تلامس جذور المشكلة في اليمن وهي أن دولة الوحدة قد أصابها المرض وعجزت عن إيجاد حلول لأزماتها ،وان الحديث عن خيارات بديلة ليس كفرا أو جريمة.. على أن تظل الوحدة واستعادة الدولة خيارات مطروحة للحل ويترك القرار للشعب لاختيار ما يناسبه وهذا ما يتناسب مع القانون الدولي الذي يحترم حق الشعوب في تقرير المصير.

وفي الأخير فإن رأي  خالد اليماني ابن الجنوب وما آثاره من ضجيج بين مؤيد ومعارض ومهاجم للرجل ،يمكن القول  إنه تعبير واضح و صريح لأغلبية أبناء الجنوب

زر الذهاب إلى الأعلى