مرام سامي: لم أكن أعلم بأن عشرينيات العمر ستكون هكذا

 

كتب/مرام سامي

لم أكن أتوقع أن تكون بهذا القدر من الخذلان، وبكل هذا الزخم من الدروس التي تُفرض علينا دون أن نستأذنها. كنت أظنها المرحلة التي تتفتح فيها الطرق، وتتضح فيها الملامح، لكني وجدتها المرحلة التي ينسحب فيها الكثير، وتتكشف فيها حقيقة من ظنناهم أثبات وجود في حياتنا.

في العشرينيات نكتشف أن بعض العلاقات عمرها قصير مهما حاولنا إنعاشها، وأن بعض الوعود لا تُصنع لتُحفظ، بل لتُقال ثم تُنسى.

نتعلم أن ليس كل من يبتسم لنا يحمل خيرًا في قلبه، وأن الطعنات تأتي أحيانًا ممن تمنّينا لو كانوا سندًا.

هذا العمر يربّي فينا النضج بطريقة قاسية؛ يعلّمنا أن الخذلان جزء من الرحلة، وأن القلوب التي تنكسر لا تنتهي، بل تُعاد صياغتها لتصبح أصلب وأصدق.

ندرك فجأة أننا لا نخسر الأشخاص فقط، بل نخسر نسخًا قديمة من أنفسنا كانت تثق بسهولة، وتسامح بسرعة، وتتمسّك بمن لا يتمسّك بها.
ومع كل هذا تظل عشرينيات العمر مرحلة بناء.
نبني فيها وعينا، قوتنا، وكل تلك الزوايا التي لم نكن نلتفت إليها من قبل.

ربما انها ستكون قاسية، نعم، لكنها الضريبة التي ندفعها لنخرج من هذا العمر بأكثر من قلب.

قلب تعلّم، وقلب قاوم، وقلب عرف أخيرًا أن الخذلان ليس النهاية، بل بداية فهمٍ أعمق لما نستحقه حقًا.