اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

سوريا واليد والحضن العربي..ماذا بعد في حال خذلانها؟

كتب / يونس الصبيحي

قبل الخوض في الشان السوري نعرج الى قليلا للتذكير ليس الا ،وتحديدا إلى ماقبل عقدين من الزمن تقريبا،وتحديدا مابعد اسقاط نظام صدام حسين في العراق.

بكل تاكييد وممالايجعل ماجالا للشك فان الحضن العربي كان مغيبا تماما الأحداث التي شهدها العراق ومرورا الى مابعد سقوط النظام ،اذ ان هناك فرقا شاسعا تتمثل بتوفر الإمكانات، لكن هناك الكثير من العوامل والامكانيات السياسية والاقتصادية العربية لاحتضان العراق اهمها :

1-ان جل الدول العربية شاركت في اسقاط نظام صدام حسين،اكان بشكل مباشر اوغير مباشرمع دول التحالف الغربي بقيادة امريكا التي شنت الهجوم لاسقاطه.. تلك العوامل لها اسبابها ومسبباتها وتتعلق بالغزو العراقي للكويت

-الامكانيات الاقتصادية التي تمتلكها الدول العربية وخصوصا المعنية بالازمة مع نظام صدام هي دول الخليج والتي كانت على قطيعة مع النظام العراقي بسبب ماذكرنا انفا ،انما هنا المشهد الاقتصادي يؤكد بان العراق يمتلك ثروات متعددة ومنها النفط،الأمر الذي جعل العراق ليس بحاجة لمساعدات مالية ،ولكنه بحاجة الى امكانية اعادة اعمار البنية التحتية ، لذا وجد الفرق اليوم بين حالة العراق والحالة السورية من حيث الامكانيات والدمار الذي خلفته الحرب.وخروج اكثر من 12مليون لاجئ سوري من وطنهم الى عدة دول

من هنا بدأت الحكاية ياسادة ،ومن هنا كان طريق إيران المتسللة الى العمق السوري ، وبدأت ماكنتها تشتغل وتتعربد حد وصولها الى صناع القرار السوري ، لقد استفادة إيران من خلال تقديم تجربتها بالعراق وتجلى هذا من خلال تاسيس لها كيانات منذ الوهلة الأولى من سقوط النظام العراقي، وخلال الحكم والتواجد العسكري الامريكي حتى وصول تسليم الحكم للعراقيين، وحينها كان العراق كمثل الغريق في البحر الذي بمجرد مشاهدة يد مدت له لانقاذه واحتضانه سرعان مايرتمي إليه لينقذ روحه من الموت وبغض النظر عن من يكون ؟

سوريا ارتمت إلى الحضن الايراني منذ2011 ولم يجد نظام الاسد حضن عربي اويد عربية تمتد الية بل كان العكس..ممايجعل نظام الأسد الغريق في مستنقع الحرب الداخلية يلفت يمنة ويسرة لعله يجد من ينقذه من اشقاءه العرب الذين تواروا عنه ،فإذا بيد إيران تمتد اليه وبذلك لاخيار له الا ان يرتمي إلى الحضن الشيعي الايراني الي وجد ضالته،وهنا اعني إيران، لتنفيذ من أهم اهدافها الاستراتيجية لمشروعها في منطقة الشرق الاوسط والذي تشكل الدول العربية الجزءالاكبر والمتضرر الاكبر ايضا من المشروع الإيراني الفارسي وفي مقدمتها الدول الخليجية

وهو مالم تدركة الدول العربية بل وكانت حسابتها خاطئه لماذا لأن حسابات الكثير منهم اسقاط نظام الأسد، ولم يضعوا حسابات بان نظام الأسد سيركع للحضن الايراني ،ويقبل يديه والذي بدوره قدم لايران فيما بعد واجاز لها احقية التدخل العسكري في سوريا

مااشبه اليوم بالبارحة، هاهي
سوريا اليوم مثلها مثل الغريق في البحر الذي يتخبط يمنة ويسرة لعلها تجد من يمد يديه إليها بكل شجاعة واقتدار وسخى لانقاذها واحتضانها.وعمل ما بوسعه وبكل الامكانيات لكي تعود لحياتها الطبيعية كدولة عربية عربية ،وهذا هو مايتطلب من الدول العربية لسوريا القيام بدورها اليوم تجاهها

ننادي اليوم أشقاءنا العرب بان لايتركون سوريا في محنتها فما الشقيق الا وقت الضيق ،بذلك مطلوب سرعة المبادرة العربية لمد الايادي والاحضان لسوريا الجريحة واخراجها من ازمتها الحالية ..ترى هل هم فاعلون ..ام انهم سيخذلونها ويجعلون ساحتها مفتوحة للعب ،وبهكذا مواقف سيجعل سوريا ترتمي في الحضن التركي اذ تؤكد اقوالنا المؤاشرات واضحة والتي لاتحتاج الى فراسة

غياب وقطيعة ،يليها حسرة وتندم، كل هذا لايجد نفعا بعد فوات الاوان، وحينما يقع الفاس بالراس ، وبهكذا لانريد ان نسمع عويلا عربيا وصراخا يرج الارض ومفاده التباكي على ذهاب سوريا ،وتقديم الشكاوى للأمم بان سوريا أصبحت في يد وحضن تركيا.. اقوال عربية مرت قبل سقوط نظام الأسد قالت بان سوريا في حضن إيران ،وبعد إسقاط نظام الأسد فماذا عسى ان تقول ان وجد الخذلان العربي لسوريا الثورة، لسوريا العروبة ياترى ؟

زر الذهاب إلى الأعلى