اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

الجحافي يكتب: صورة قلبت الطاولة: عيدروس الزُبيدي وسالم بن بريك يرسمان ملامح مرحلة جديدة

 

علي أبو شلال الجحافي

لم تكن الصورة القادمة من قلب العاصمة الإماراتية أبوظبي التي جمعت الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي برئيس الوزراء الدكتور سالم بن بريك مجرد لقطة بروتوكولية أو مصافحة عابرة تُدرج ضمن جدول لقاءات روتينية، بل كانت مشهداً صادماً أعاد خلط الأوراق وأربك الخصوم، وكشف عن معادلة سياسية جديدة بدأت تتشكل بهدوء وثقة.

الصورة بحد ذاتها كانت كافية لتُشعل الجدل وتكشف حجم القلق في أروقة من ظنوا أن رئيس الوزراء الجديد سيكون مجرد امتداد لمن سبقوه، مجرد اسم ضمن قائمة الأدوات التي اعتادوا تدويرها وتوجيهها وفق مصالحهم. لكن سالم بن بريك، بخلفيته المهنية الصلبة وشخصيته المستقلة، أثبت سريعاً أنه ليس أداةً في يد أحد، بل شريك فعلي في صياغة مستقبل البلد.

اللقاء الذي جمع الزبيدي وبن بريك حمل رسائل سياسية قوية، أهمها أن ثمة توافقاً حقيقياً بين القيادة السياسية والتنفيذية على بدء مرحلة جديدة عنوانها الإصلاح الاقتصادي وإنقاذ ما تبقى من مؤسسات الدولة المنهكة. كما أنها تُؤسس لتحالف عقلاني رشيد، يُدرك حجم التحديات ولا يراهن على الشعارات، بل على العمل والواقعية.

الرسائل التي حملتها الصورة وصلت سريعاً، ولهذا ليس من المستغرب أن نشهد في الأيام القادمة حملات إعلامية ممنهجة تستهدف النيل من رئيس الوزراء، والتشكيك في نواياه، ومحاولة خلق فجوة بينه وبين الزبيدي، لأن هذا التقارب السياسي يعني تهديداً مباشراً لتلك الأطراف التي لا تعيش إلا على صراعات الفرقاء وتغذية الانقسام.

لكن الأمل اليوم يتجدد، والشعب ينتظر ترجمة هذا التقارب إلى قرارات ملموسة تُنهي معاناة المواطنين، وتضع حداً للفساد والعبث، وتفتح الطريق أمام استقرار اقتصادي حقيقي. فهل ستكون هذه الصورة بوابة العبور نحو مستقبل أكثر استقراراً وإنصافاً للناس؟ الأيام القادمة وحدها من ستجيب.

زر الذهاب إلى الأعلى