اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

#أ/صالح شائف يكتب : ترامب في خطاب المواعظ والأوامر والتنكر للحقائق .. العالم إلى أين؟

#أ/صالح شائف يكتب: ترامب في خطاب المواعظ والأوامر والتنكر للحقائق .. العالم إلى أين؟

صالح شائف

كان خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ خطابا مطولا وكأنه يلقي محاضرة في قاعة درس أمام الحضور بغية التعلم والإستفادة من خبرته الأكاديمية والعلمية؛ وليس أمام قادة وزعماء كل العالم؛ الذي قدم نفسه لهم وكأنه زعيما أوحد للعالم وليس فقط رئيسا للولايات المتحدة.

لقد وزع إنتقاداته دون وجه حق إلى الكل وإن تفاوتت في الشكل والحدة؛ بإختلاف القضايا والأسباب التي كانت سببا لنقده وإمتعاضه وجعلته يحدد ما على كل طرف فعله؛ مالم فهو جاهز لفعل ما ينبغي فعله لتصحيح وتصويب سياسات هذه الدولة أو تلك؛ وينطبق ذلك أيضا على التجمعات والتكتلات الدولية على إختلاف مسمياتها وساحات نشاطها.

ولعل الأغرب والأخطر من كل ذلك هو وقوفه الصريح والوقح وغير المبرر ضد قضية الشعب الفلسطيني العادلة؛ من خلال توجيه النقد وعدم ( موافقته ) على القرارات السيادية التي أتخذتها بعض الدول والمتمثل بإعترافها بالدولة الفلسطينية المستقلة؛ تطبيقا لحل الدولتين وفقا لقرارات الشرعية الدولية.

بل أن ترامب لم يكتفي بالدعم المطلق لإسرائيل في حرب الإبادة التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني؛ بل وحمل حماس المسؤولية عن كل الذي يعانيه سكان غزة خلال أكثر من عامين من قتل وتدمير وتجويع.

فترامب يختزل قضية فلسطين والموقف منها وكأنها ولدت فقط بما جرى في 7 أكتوبر 2023 وبقضية الرهائن؛ فهم وحدهم جوهر القضية؛ ولا شيء غير ذلك.

وأخيرا فإن تقديم نفسه وأمريكا كبديل للأمم المتحدة في إطفاء ( حرائق الحروب ) الذي تساءل قائلا ( أين كانت عندما أوقفت 7 حروب؟ )؛ فلعل في ذلك مؤشرا خطيرا على زيادة تقويض وتهميش دور الأمم المتحدة؛ والذي كانت أمريكا سببا رئيسيا إن لم يكن الوحيد الذي أوصلها إلى ما وصلت إليه.

فإلى أين يريد ترامب أن يوصل العالم بسياساته ( المجنونة ) هذه؛ وما الذي ستجنيه أمريكا من وراء هكذا سياسات غير العزلة والتدمير لمقوماتها كدولة عظمى؛ بل وقد يقود العالم إلى حرب عالمية ثالثة وقد تكون الأخيرة لأن العالم بنتيجتها ربما قد يفنى بكامله.

ونحن هنا وبهذه الملاحظات لا نتصدى للخطاب تحليلا بل تعليقا سريعا لأهم ما لفت إنتبهانا فيه؛ فهناك الكثير من القضايا والمناطق الساخنة تجنب ترامب أو تعمد أصلا عدم الإشارة لها وما كان ينبغي له تجاوزها وهو يقدم نفسه ( كزعيم ورئيس ) للعالم كله.

زر الذهاب إلى الأعلى