اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
أدب وثقافة

القاصة الجنوبية سحر عبداللاه تكتب قصة قصيرة بعنوان(حلوى مرّه)

سحر عبداللاه صالح مثنى

اعلنت شمس الصباح عن حضورها، ودقت ساعة الفرح على عائلة السيد صابر إنه اليوم الموعود، فبعد مرور سنوات طوال قررت الخيزا زواج سامر – ابنهم البكر – ليملأ المنزل فرحا وسرورا، النساء في المطبخ يعملن كالنحل لإعداد أشهى الحلويات، وصوت الزغاريد والأغاني يغزو الأرجاء بعد صلاة الظهر سيعقد قران بين سامر ومرام، الجميع متأهبون لأجل هذا الحدث المهم، فصديقاتها يباركن لها ارتباطها بابن عمها الطبيب الذي عُرف بحُسن الأخلاق، وهي لذلك لا تترك تفاخرها به أمامهن.
ارتدت ثوبها الأحمر ذا الأكمام الضيّقة الطويلة، ووضعت أساور الذهب لتطل على عائلتها كالأميرات وعندما رن جرس منزلهم تسارعت نبضات قلبها، فبعد لحظات ستحظى بلقب السيدة.
حضرت العائلة يرافقها المأذون، وفور وصولهم علت أصوات زغاريد النساء، عندها دخل الرّجال غرفة الضيوف، وبدأ المأذون مراسيم العقد مبتدئا بالصلاة والسلام على رسول الله، ثم ذكر بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية عن الزواج.
بعدئذ تحدث إلى وليّ أمر الزوجة وأمره بترديد الموافقة، وعندما انتقل إلى الزوج، صمت سامي لحظات فهمس والده – الذي كان يجلس بجانبه – في أذنه:
– ما بك؟! تكلم، لمٓ أنت صامت؟!
تنفس سامر الصعداء أخيرًا ثم تحدَّث.
– أنا أسف يا أبي.. ولكنّني لستُ موافقا أبدًا على هذا الزواج.
استولت الدهشة على جميع الحاضرين، فصاح عليه بصوته الجهوري رافعًا (يده يريد أن يصفعه):
– أعد ما قلتَه أَيُّها الأبله !
أمسك المأذون يده مانعا إياه، وأصمت ضجّة الآخرين، ثم التفت إلى سامر ليسأله عن السبب، فأجاب:
– أنا يا شيخ كنت مطيعا لوالدي طوال سبعة وعشرين عامًا، ولم أرفض لهما طلبًا، ولكن رغم أنني أخبرتُ والدي بحبّي لفتاةٍ أخرى ورغبتي في الزواج منها، أرادا تطبيق العادات والتقاليد على حساب سعادتي.
ثم التفت إلى أخيه أنتَ يا عمار ، لماذا تزوجت على زوجتك؟! ألم تكن مرغمًا وقلت سأرضي عائلتي ومن ثم أتزوج ممَّن أحب؟ لماذا نظلمهنَّ معنا ونجرحهن؟ وهل هذا يوافق ديننا؟!
صمت الجميع، ثم رفع صوته مناديًا باسمها:
– مرام هل أنتِ موافقة أن تتزوجي بشخص يحب فتاة أخرى، وتخاطري بسعادتك ثم أتزوج عليك؟!
كانت إجابة مرام أن نزعت خاتم الخطوبة، ووضعته على الطاولة وانصرفت.
بعد مغادرتهم والجميع مستاء منه ربَّت على كتفه شقيقه
الأكبر عمار وقال: على الرغم ما سببته من جلبةٍ غير متوقعة، أحييك
على شجاعتك لتحرُّرك من سطوة القيود.
استيقظ فجأة عندما هزّه والده حتى يجيب عن سؤال القاضي، فصحى من شروده والتفت إلى الحاضرين، حاول
أن ينفذ ما دار برأسه من سيناريو إلا أنّه عندما التفت لوالده أجاب بنعم.

زر الذهاب إلى الأعلى