الأمن الجنوبي بين الواقع والافتراء.. معركة وعي في وجه الحملات المعادية

الأمن الجنوبي بين الواقع والافتراء.. معركة وعي في وجه الحملات المعادية
النقابي الجنوبي/خاص
لم يكن الاستهداف الإعلامي للأمن الجنوبي مجرد صدفة أو اختلاف في طرق التناول الإعلامي، بل هو انعكاس لمعركة سياسية وأمنية مفتوحة، تتجاوز حدود عدن لتلامس مستقبل الجنوب بأسره. فبينما تحقق المؤسسات الأمنية إنجازات ملموسة على الأرض، يزداد زخم الحملات الإعلامية المعادية التي تحاول تصوير هذه النجاحات على أنها إخفاقات، أو تُلبسها ثوب القمع والانتهاك.
المتابع لتسلسل الأحداث يدرك أن تلك الحملات ليست سوى جبهة بديلة للخصوم بعد أن فشلوا في المواجهة الميدانية. فالطريق إلى ضرب الجنوب لا يمر فقط عبر العبوات الناسفة أو محاولات التسلل، بل عبر هدم الثقة بين المواطن ومؤسساته. ولهذا، فإن استهداف المنجز الأمني في عدن هو استهداف لروح المشروع الجنوبي كله.
لكن ما الذي تخشاه هذه الأطراف من استقرار الجنوب؟ إنهم يدركون أن نجاح عدن في تثبيت أمنها يعني ترسيخ النموذج الجنوبي، وتثبيت مسار الاستقلال القادم، وتعزيز شرعية إرادة شعب اختار أن يبني مؤسساته بعيدًا عن وصاية صنعاء أو ابتزاز قوى النفوذ. وهنا تتضح الدلالة الأعمق: الإعلام المعادي لا يهاجم عدن لأنها فشلت، بل لأنها نجحت.
من هنا تبرز الحاجة إلى خطاب واضح يواجه التضليل الممنهج، فلا يمكن ترك المواطن فريسة لأصوات تزيف الحقائق، تصفق للإرهاب حين يخترق الأمن، وتشوه الإنجاز حين ينجح في دحره. الجنوب يحتاج إلى تأكيد دائم بأن كل عملية ناجحة للقوات الأمنية تعني حياة أكثر أمانًا للمواطن، وأن كل محاولة للنيل من تلك النجاحات ليست سوى خدمة لمشاريع الفوضى.
هذه الحملات الإعلامية يمكن فهمها كجزء من استراتيجية لتعطيل الوعي الشعبي. فهي تراهن على بث الشكوك والخذلان، لتقويض الرصيد المعنوي للانتصارات الأمنية. لكن التجربة أثبتت أن الشارع الجنوبي أكثر وعيًا من تلك الدعاية، وأن المواطن عندما يلمس الأمن في كل شارع وزقاق، لا يمكن أن يُقنعه تقرير مأجور بأن الأمن مجرد وهم.
إنّ جوهر المعركة اليوم ليس فقط في ضبط السلاح أو تفكيك الخلايا، بل في حماية الوعي الجمعي من التشويه. الجنوب، بإنجازه الأمني، يضع نفسه في مسار استراتيجي يجعل الحملات ضده أكثر شراسة، لكنه في الوقت نفسه يثبت أن السيادة تُبنى بالثبات والإرادة، وأن الإعلام المعادي، مهما علا صوته، سيظل عاجزًا عن كسر حقيقة راسخة يلمسها الناس كل يوم.