اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

صالح الضالعي… القلم الذي يرفض الانحناء

بسمة نصر

في زمنٍ يكثر فيه التلون وتضيع فيه المواقف بين حسابات السياسة والمال، يبرز اسم {صالح الضالعي} كأحد الأصوات القليلة التي أثبتت أن الكلمة ما زالت قادرة على أن تكون حصنا للمبدأ، لا سلعة في “سوق المساومات”.

من يعرف {الضالعي} عن قرب لا يرى مجرد “صحفي أو إعلامي” يكتب ويحلل، بل يرى شخصية صلبة، ثابتة، قادرة على حمل مسؤولية الكلمة ومواجهة تبعاتها مهما كانت. هو رجل يضع قلمه في مواجهة الفساد كما يضع روحه في كفّه من أجل قول الحقيقة.

لكن ما يميزه أكثر ليس فقط حضوره الإعلامي، بل أسلوبه الإنساني والإداري. بالنسبة لي، وأنا أكتب عنه كمدير قبل أن أكتب عنه كرمز إعلامي، كان ومازال نموذجا للقيادة القائمة على الاحترام المتبادل، وعلى الثقة التي تمنحك الدافع لتبدع وتعمل دون خوف أو تردد. لم يكن مديرا تقليديا يفرض أوامر من فوق، بل كان دائما حاضرا للاستماع، وللدعم، وللتذكير بأن قيمة الإنسان تكمن في صدقه وإيمانه بعمله.

{صالح الضالعي} لم يكن يوما من أولئك الذين يسيرون مع التيار، بل كان التيار نفسه. في مقالاته وكتاباته ستجد “الجرأة والوضوح”، ستجد رفضه لأي سلطة تريد أن تطفئ صوت الحقيقة. وقد دفع ثمنا كبيرا لذلك من ضغوط وتهديدات، لكنه لم يتزحزح ‘مثقال ذرة عن مواقفه’.

واليوم، وبينما أكتب عنه بكل ما أحمله من تقدير وامتنان، يتزامن ذلك مع مناسبة شخصية غالية:
(عيد ميلاده)، وهو أمر يجعل الحديث عنه أكثر دفئا، لأن الاحتفاء بمسيرته لا ينفصل عن الاحتفاء بشخصه. فكما أنه كان قائدا في الميدان الإعلامي، كان أيضا إنسانا يعرف كيف يجعل من حوله شركاء لا موظفين، وأصدقاء لا مجرد زملاء.

إن التهنئة في يوم كهذا ليست بروتوكولا، بل رسالة صادقة: عيد ميلاد هابي صالح الضالعي، أيها القلم الذي لم يعرف الانحناء، والمدير الذي لم يتخل عن إنسانيته. نسأل الله أن يمد في عمرك، ويمنحك الصحة والعافية، لتبقى مثالا يُحتذى به في الثبات والمبدأ، وعنوانا لصدق الكلمة وأمانة الموقف.

زر الذهاب إلى الأعلى