ذكرى تحرير لودر.. استعادة الأمن والسلام للجنوب

ذكرى تحرير لودر.. استعادة الأمن والسلام للجنوب
فكري مقفع
في. مثل هذه الليلة قبل عشر سنوات وتحديداً في الرابع والعشرين من أغسطس عام 2015 شهدت مديرية لودر حدثاً مفصلياً في تاريخها إذ
تم تحريرها من قبضة المليشيات الحوثية كانت تلك الليلة مليئة بالتوتر والأمل حيث كانت سماء لودر تتلألأ بالألعاب النارية بينما كانت أصوات الرصاص تعزف نغمة انتصار تملأ القلوب بالحماسة والاعتزاز
لقد كانت لحظة انتعاش للمديرية وأهلها الذين عانوا كثيراً من ويلات الحرب والدمار فرحة النصر كانت تجري في عروق الأهالي كالنهر الجاري وقد اجتمعت قلوبهم حول هدف واحد هو استعادة الأمن والسلام لوطنهم الجنوب وللودر بشكل خاص كان الأطفال يلهون تحت تلك الأضواء المتلألئة والنساء يهنئن بعضهن البعض والرجال يتبادلون التحيات وكأنهم في مهرجان كبير للاحتفال بحرية انتزعت بعد معاناة
ولكن رغم فرحة النصر
يجب أن نتذكر أن الطريق لايزال طويلاً إن الواهمين الذين يعتقدون أن الأمور قد عادت كما كانت قبل النزاع.
عليهم أن يدركوا أن هذه المرحلة تتطلب يقظة ووعي حقيقيين إن عقارب الساعة لايمكن أن تعود إلى الوراء وما حدث في الماضي لايمكن تجاهله أو نسيانه.فالحليم يكفيه الإشارة والذكاء في التعامل مع التحديات القادمة
هو ما سيفرز الأبطال من المتهورين.
التاريخ يحمل دروساً لمن ينصت وينظر بعمق والتطلع للمستقبل يتطلب تضافر الجهود وتوحيد الصفوف لبناء وطن ينعم أبناوه بالأمان والازدهار
في ختام حديثنا نتمنى أن تمر السنوات العشر القادمة دون صراعات وأن يبني ابناء لودر قاعدة من السلم والاستقرار لتظل الذكريات تلك الليلة محطة فخر ومجد فلنتذكر دائماً أن النصر ليس نهاية المطاف بل بداية جديدة تتطلب منا جميعاً الالتزام والعمل الدؤوب لبناء غدٍ أفضل.