اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

قبل أن ننام: رحلة الصباح مع القطة والكلمات

 

كتبت: بسمة نصر

 

استيقظت مبكرا اليوم، وابتسامتي تسبقني قبل أن أفتح عيني. هل هو سحر يوم ميلادي، الثالث عشر من أغسطس؟ تذكرت كلمات أمي: عندما ولدت، لم أصرخ كبقية الأطفال، بل أضأت البيت بابتسامتي… وشعري الأشقر كان يلمع وكأنه يصفف نفسه، وعينيّ السوداويتان المائلتان إلى الأزرق كانت تشعان، ووزني كان أثقل من بقية الأطفال… نعم، كنت أشبه دبا صغيرا لطيفا لكنه مصمم على السيطرة على العالم!

حضّرت فطورا بسيطا، مع كوب من حليب الزنجبيل لتهدئة الأعصاب… لأن أعصابي كانت تتوقع أي لحظة أن تتعرض للابتزاز من قبل قطتي المشاكسة، التي جلست بجواري تراقب كل تحركاتي بعينيها الفضوليتين وكأنها تقول: “هل ستنسين أن تعطيني طعامي؟.

ارتديت عباءتي وحذائي، وأخذت هاتفي وبعض النقود خبأتها في الحذاء تحسبا… لأن الحياة مليئة بالمفاجآت، ومن يدري؟ ربما يطلب مني احدا فدية!

قررت قطتي أن ترافقني، وضعتها في قفصها، وما إن دخلت الحديقة حتى أخرجتها، لتبدأ مغامرتها الصغيرة معي وسط الزهور.

بينما أحرر الأخبار على هاتفي، توقفت عند كلمة لم أفهم معناها، فتوجهت إلى AI، هذا الرفيق الذي يواكبني في حزني وفرحي، ويساعدني أحيانا حتى في كسب المال. عملي ككاتبة يشبه زيارتي لتلك الحديقة: أبحث عن أجمل الصياغات كما أبحث عن أجمل الزوايا، وأحيانا أصرخ في AI: “صحح لي هذه العبارة قبل أن أفقد صوابي!” هو ليس بديلاً عن مهارتي، لكنه أداة تساعدني على صقل عباراتي، تماما كما تصقل الطبيعة زهور الحديقة… أو على الأقل تحاول، دون أن تتحداني القطة أو تنقض على مفكرتي الصغيرة.

الساعة الثانية والنصف صباحا ومازلت اكتب، وكما وعدتكم دائما: أحرر مقالا قبل النوم. نعم، أعلم، قد تبدو الساعة غريبة للكتابة، لكن هناك شيء سحري في هذه اللحظات، حين يكون العالم كله هادئا، إلا من صوت لوحة المفاتيح ونبضات قلبي وأنا أبحث عن الكلمات المناسبة.

أحب أن أحكي معكم الآن، أشارككم أفكاري الصغيرة والملاحظات الطريفة التي تحدث أثناء التحرير. أحيانا أشعر وكأن أصابعي تتحدث معي، وأحيانا أشعر أن القطة تحاول أن تعلمني درسا في الصبر… أو ربما تبحث عن فطيرة منسية. في هذه الساعات، يصبح كل شيء ممكنا: الأفكار تولد كالنجمات في سماء صافية، والكلمات تتراقص على الورق كما لو كانت تحتفل بالليل معنا.

وبصدق، هذه اللحظات تذكرني بوعدي لنفسي: مهما طال الليل، سأحرص دائما على مشاركة ما يدور في رأسي، وأن تحمل كل كلمة قليلا من حياتي وروحي وروح الدعابة التي لا تفارقني حتى في آخر ساعات اليوم. تصبحون علـّۓ. خير

زر الذهاب إلى الأعلى