قبل أن ننام: الليلة التي رفضت فيها عيني ان تنام

كتب/ بسمة نصر
كان اليوم صعبا جدا، أكثر مما توقعت، كنت أظن أن زميلتي في العمل تتعامل مع التعب بسهولة، لكنني اكتشفت أن الأمر ليس بالسهل كما ظننت.
عندما دقت الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، كان عقلي لا يزال في حالة نشاط، ويدي لا تكف عن التحرير والكتابة. فتحت مواقع الأخبار، لكنني وجدت نفس الأخبار المكررة، فقلت في نفسي: ماذا أفعل؟ لا أحب الجلوس دون عمل.
تصفحت جروبات العمل باحثة عن خبر جديد أنقله أو أحرره، لكن الجميع إما نائم أو مشغول. وعيني كانت مفتوحة، لا ترمش، أحاول النوم بلا جدوى.
مرت الساعة الواحدة صباحا، حين أرسل مديري خبرا عاجلا. أسرعت لأحرره وأنشره، لأن الفرصة لا تنتظر أحدا. لم أشعر بالملل وأنا أتنقل بين جروبات العمل، أنشر الخبر هنا وهناك، فالفرحة لا توصف عندما يأتيك الخبر مباشرة من المدير.
قررت قبل يومين أن ألتزم بالنوم عند منتصف الليل، مثل سندريلا التي تعود إلى قصرها قبل ان تدق الساعة، لكن تلك الليلة ألغيت الخطة. عندما علمت أن زميلتي مريضة، واصلت السهر لأكمل تحرير الأخبار، بما في ذلك أخبار الأسعار. زميلتي المريضة كانت تستيقظ قبل الطيور لنشر أخبارها، فقررت أن أكون مثلها.
ولكن مع دقات الساعة السابعة صباحا، بدأ جسدي ينهار، وعقلي يتشتت بعد تحرير ستة أخبار متتالية. ظننت أن السهر حتى الصباح سيكون إنجازا، لكنني كنت أول من انهار!
شربت فنجان شاي لأبقى صامدة، غنيت، تحدثت مع نفسي، وتمشيت في أركان الغرفة، لكن دون جدوى. الساعة الثامنة جاءت زميلتي وأنقذتني من الانهيار. رغم مرضها، قاومت مثلي لتكمل العمل، لأن الصحافة مسؤولية ونحن أهل لها.
غطست في النوم بسرعة، لكن لم تدم راحتي طويلا، فقد أيقظني منبه الهاتف بصوت يشبه صوت والدي، مما جعلني أشعر وكأنني في مأساة صغيرة! كانت الساعة التاسعة صباحا، وكل شيء تم نشره. أعددت لنفسي كوبا من القهوة مع زيادة الكافيين حتى أستعيد نشاطي، لكن بطارية هاتفي نفدت، فأطفأت الهاتف وأغلقت عيني ونمت.