قبل أن ننام: النحل الساهر… محررو الأخبار وقصاصو الحقيقة

 

كتب/ بسمة نصر

 

في عتمة الليل، حين ينام العالم، تستيقظ أعين النحل الساهرين في مهنة الصحافة، محرري الأخبار وقصاصي الحقيقة. هؤلاء الذين لا يعرفون الراحة، يقضون ساعات لا تعد في متابعة الأخبار، صقلها، وضبطها، وتحويلها إلى عسل المعلومات الذي يتذوقه الناس ليضيء لهم طريق الحقيقة وسط ظلمات التضليل.

تخيل لحظة محرر يقف أمام شاشته، عيناه تحملان ثقل التعب، ينسج كلمات بعناية ليصل صوت الحق، بينما الجميع يغط في النوم. هو لا يكتب فقط، بل يحمل هموم المجتمع، يحول الألم إلى سرد حي، والأحداث إلى قصص تنبض بالحياة. هو النحل الذي يحلق بلا توقف بين زهور الأخبار، يستخلص من كل حدث ما يستحق، لينير عتمة الجهل، بلا تزيف أو تحريف.

بين تحديث عاجل وآخر، يسبح في بحر المعلومات المتلاطم، يلتقط الحقيقة وسط زوابع التضليل، وكأن الزمن ينحني أمام عزيمته. ليس مجرد عمل روتيني، بل مسؤولية جسيمة ورسالة سامية. كل كلمة نكتبها، وكل عنوان نضعه، هو ثمرة جهد دؤوب، قطعة عسل من خلية الحياة التي نرعاها لكم، كي لا تضلوا في متاهات الأخبار المزيفة أو المضللة.

قبل أن ننام، أرجوكم، قدروا هذه اللحظات التي نسهرها، ليس لأنفسنا، بل لأجلكم. في كل خبر، كل قصة، حياة وأمل، في كل سطر، نبض إنسان لا يهدأ.

نحن حراس الحقيقة، نتمسك بالصدق، نعمل بصمت، ونصنع فرقًا صغيرا في عالم معقد، لنترك بصمة نور قبل أن يشرق الفجر.

لذلك، حين تتابعون الأخبار، تذكروا هذا النحل الساهر خلف الكواليس، الذي لا ينام إلا عندما تغرب آخر نجمة، ليستيقظ مع أول نسمة صباح ليبني لكم جسور المعرفة بثبات وعزم. فلنكن واعين لجهود من يسهرون من أجلنا، ولنحترم رسالتهم الحقيقية في زمن الأخبار المتقلبة.