مجزرة جديدة في تريم… صمت مخزٍ للاقلام المأجورة!

مجزرة جديدة في تريم… صمت مخزٍ للاقلام المأجورة!
كتب/جلال باشافعي
في مشهد يقطّع القلب ويهزّ الضمير، أقدمت قوات الاحتلال على ارتكاب جريمة بشعة في مدينة تريم، حيث أطلقت الرصاص الحي على مظاهرة سلمية، فسقط شاب شهيدًا غارقًا في دمه، وأصيب آخر بجراح خطيرة، فقط لأنهم خرجوا ليعبّروا عن رأيهم بسلام ودون أي أعمال عنف أو تخريب.
تريم، المدينة المعروفة منذ القدم بأهلها المسالمين، أهل الكلمة الطيبة والخلق الرفيع، الذين لا يعرفون طريق العنف، ولا يمدون أيديهم إلى ممتلكات أحد، تعرّضت اليوم لوجه الاحتلال القبيح بكل وضوح. دماء الشباب سُفكت على أرضها الطاهرة، لتكون شاهدة على ظلم وبطش لا يعرف رحمة.
لكن المؤلم أكثر من الجريمة نفسها… هو ذلك الصمت المخزي من الأقلام المأجورة التابعة لصالح وعلي محسن، التي اعتادت أن تصرخ وتستشيط إذا وقع حادث مشابه في عدن، بل وتملأ الدنيا ضجيجًا ببيانات الشجب والاستنكار. أما اليوم، وأمام مشهد دموي في تريم، فلا كلمة، ولا بيان، ولا حتى تغريدة خجولة! وكأن دماء أبناء تريم أرخص من غيرها، وكأن المبدأ عندهم ليس الحق والعدل، بل أين تقع الحادثة ولصالح من تخدم روايتهم.
هذه الجريمة ليست ضد أبناء تريم وحدهم، بل ضد كل أبناء الجنوب الأحرار وضد الإنسانية جمعاء. هي رسالة واضحة من الاحتلال مفادها: “نقتل ونقمع من نشاء، ولا حساب ولا عقاب”. لكننا نقول لهم: دماء الشهداء لن تضيع سدى، والجرح لن يُنسى، والحق لن يسقط بالتقادم.
ونحن من هنا نطالب الدولة وبصوت عالٍ بخروج قوات الاحتلال من تريم وسيئون كاملة، حتى تنعم حضرموت وأهلها بالأمن والكرامة والحرية التي يستحقونها.
سلامٌ على تريم وأهلها، ورحمة الله على الشهيد، والشفاء العاجل للمصابين. والخزي والعار لكل قلم باع ضميره، ولكل من صمت عن الحق وهو يراه يُسفك على مرأى ومسمع من الجميع.
جلال باشافعي
صوت شعب الجنوب