الذي سيحدث زنزانة ملكية لسعادته

النقابي الجنوبي / خاص
بقلم / محمد النهدي
لم تسمح السعودية ” سفيرها ” بإنتصار الجنوب خدماتياً وتطبيع الأوضاع بعد التحرير ، ولا بهزيمة الحوثيين عسكرياً في الشمال ، ونتيجة لذلك ، خرج الحوثي بعد ثمان سنوات من الحرب وبعد 300 الف غارة جوية عليه، او بالاحرى حواليه ، اكثر غروراً وصلفا وتمادياً في تعامله مع الجميع، وعلى راسهم المملكة العربية السعودية، وكان من المتوقع ان يخرج ابناء الجنوب مبكراً ، في تظاهرات تعلن عدوين، الحوثي والمملكة ، لكنهم لم يخرجوا ، او بالأحرى حالت كياسة النوايا الحسنة للمجلس الانتقالي دون انتفاضة ضد المملكة .
المجلس في نظر المراقبين لسياسات المملكة المعادية له ، اخطأ عندما اشغل الراي العام الجنوبي بالحوثي ومخاطره ومهدداته، كان بإمكانه ان يبدأ الحوار والتفاوض معه ، الحوثي في ما يسمى بالحوار الوطني الشامل اقر بحق ابناء الجنوب في تقرير مصيرهم ، صحيح انه إقرار اثبتت حرب 2015 انه خدعة.
خدع المجلس الإنتقالي ومعه خدع الجنوب ، لكنه لن يكون الضحية وشعبه الضحايا ، الحوثي مشروع ايراني توسعي مخدر بإفيون خرافة دينية ، مرتكز هدفها مكة ليست عاصمة الاسلام بل قم ، اما عدن فليس بالضرورة إجتياحها عسكرياً لتكون ضد المملكة ، فثمة وسائل حرب وضغط اقل تكلفة وافقت عليه المملكة بسهوله في تفاوضها المعلن مع الحوثي وعقدها القديم مع جماعة الاخوان.
قيل للمملكة وبدون اي إغراء وضمانات ، معاً سنخضع المجلس الانتقالي ونطيح به ، من خلال حاضنته الشعبية الواسعة ، هو فقط متمسك بأهداف عاصفة الحزم ، هو فقط من يحافظ على مكاسبها في الجنوب ، هيا ايتها المملكة اللطيفة الوديعة ، نشد الخناق عليه بتعطيل الخدمات ، وبتدهور العملة وضرب نسيجه الإجتماعي ووحدة تلاحمه الوطني الجنوبي ..
اخذت المملكة نفس عميق برئة سفيرها ، ووقفت على قدميها وهي تشير الى معين عبدالملك، وتلتفت يميناً وشمالاً في الحضارين ، العليمي واليدومي ، ومخلوقات من فصيلة أسامة بن لادن، صنعتها بيدها، في ثمانيات القرن الماضي هي سلاحها الفتاك، الكل هز رأسه على سبيل الموافقة والتنفيذ، وها هو الجنوب يواجه حرباً عسكرية وخدماتية واعلامية، اليوم خمسة شهداء فقط يزفون الى الرفيق الأعلى ، شهيدين في جبهات التصدي لمليشيات الحوثي التنظيمات الارهابية، وتحديداً، في جبهة الضالع ومن وادي عومران بمحافظة ابين حيث الحرب على الإرهاب وفلول عناصره، فيما بقية الثلاثة الشهداء، اطفال وكبار سن فارقوا الحياة في كل من عدن ولحج بسبب حر الصيف وانقطاع شبه كلي لخدمة الكهرباء .
المملكة كملك وولي عهد ، ليست ضد الجنوب ، وليست مع خصمها الحوثي ضد حليفها المجلس الانتقالي، هذا شق آخر منها ننتظر موقفه .. ننتظر موقفها الآخر شق السفير آل جابر ، المسألة المنتظر حلها ، ليس بإعلان المجلس الانتقالي الرضوخ والاستسلام ، هذا لن يحدث ، الذي سيحدث زنزانة ملكية لسعادته .. هذا هو النتيجة المتوقعة دون شك.