اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
أدب وثقافة

القصاصة الجنوبية سحر عبداللاه تكتب قصة قصيرة بعنوان “بخل”

القصاصة/سحر عبداللاه صالح مثنى

أسرعت مشرفة الدور متجهة إلى الصف فور سماعها صراخ المعلمة، فوجدتها تصرخ على إحدى تلميذات الصف الثاني، وعندما استعلمت عن الأمر أخبرتها بأنّها غفت ونامت على ورقة الامتحان، فقررت المشرفة أخذها إلى مكتبها، وهناك قامت بطمأنتها ومن ثم سألتها: ألم تنامي ليلة البارحة يا عزيزتي؟
فأجابت بنعم، وعندما استنبأت عن السبب لم تجب حينها، ولم تشأ أن تضغط عليها، وخاصة أنّها بفترة امتحانات فشجعتها على إتمامه.
وعندما حل الصباح وكانت تستقبل التلاميذ بابتسامتها المعتادة لم تلحظ تلك الفتاة، وعلمت لاحقا بأنّها لم تحضر، عندئذ تساءلت عن سبب تغيبها وبينما كانت سارحة بالتفكير إذا بإحدى المعلمات تباغتها قائلة:
هل علمتِ بأمر الطالبة حنان؟
أي حنان تقصدين؟!
تلك التي نامت في الفصل بالأمس.
صحيح ما بها؟ فهي لم تحضر اليوم.
للأسف لقد..
ماذا؟ تكلمي
لقد توفيت بالأمس اختناقا.
ماذا؟!! .. وكيف حصل هذا.. يا إلهي
للأسف علمت بالأمر من إحدى صديقاتها التي تقطن بالقرب من منزلها.
حينها قررت معلماتها والمشرفة زيارتهم والعمل بواجب العزاء، وكانت والدتها بحالة يرثى لها وهي تردد: أنا قتلت ابنتي.. أنا السبب..
فاستغربت المشرفة بوحها مثل هذه العبارات، وإذا بها استفسرت عن الأمر، فعلمت وقتها أن والدتها نسيت أنبوبة الغاز مفتوحة عندما حصل شجار بينها وبين زوجها، وأثناء خروجه غاضباً ذهبت إلى جارتها لتشتكي لها علّها تخفف عنها، ومكثت لساعات وقد تركت ابنتها التي غفت على الأريكة في الصالة التي كانت قريبة من المطبخ وهي مصابة بالربو؛ فتأثرت بالغاز ثم نال منها ببساطة، لم تستطع كبح دموعها وتذكرت وجهها البريء وعينيها الشاردتين وكأنّها تائهة.
وفي المدرسة أحضرت معلمة الرسم دفتر حنان إليها، وإذا بها تفتحه فتجد في جميع رسوماتها والدين يتشاجران وطفلة تقف بعيدا عنهما وهي متقوقعة، فتمتمت بصوت حزين…! أرادتٌ أن تخبرنا ولكنّنا لم نفهم!

زر الذهاب إلى الأعلى