اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

من على باب الباص… قالتها ابنة الجنوب: الرئيس عيدروس خط أحمر

 

كتب/ بسمة نصر

 

ليست كل المعارك تبدأ بالبندقية، فبعضها تشعلها كلمة صدق في وجه تطاول، وموقف شجاعة في لحظة ظن البعض أن الصمت هو الخيار الأسلم. لم يكن ما جرى لي سوى اختبار للوعي، ومواجهة بين من تربى على احترام الدولة ومقاماتها، وبين من يظن أن النسب والعلاقات تمنحه صك الوقاحة والإساءة.

شاب في مقتبل العمر، أسمر البشرة، وجهه مملوء بآثار حب الشباب، ادعى أنه ابن عم القائد جلال الربيعي، وأن عمته متزوجة من شخصية أمنية معروفة. جلس يتحدث وكأن انتماءه الأسري شهادة تخوله السخرية من الدولة ورموزها.
بدأ يتهجم على الرئيس عيدروس الزُبيدي علنا، وكأن التطاول على رأس الدولة أمر هين، أو حديث يؤخذ كأنه مزحة.

قلت له بحزم:
“لأنك جاهل، سنتغاضى، لكن إياك أن تتجاوز حدودك. من لم يربيه أهله، تربيه المواقف”.
فرد بثقة الجاهل:
“حتى انا اسب ل”عيدروس” امام جلال ولا يرد عليه بشي”!.
فأجبته دون تردد:
“لأنك قاصر، لا تفهم قيمة الرجال. حين تنضج وتصبح رجلا بحق، ستدرك أن الرئيس عيدروس الزُبيدي سيدك وسيد سيد كل الناس.

لكن النقاش سرعان ما تحول إلى تهديد. إذ تدخل السائق – الذي كان صامتا –قائلاً:
“إلى هنا وكفى، انزلي من الباص. لولا أنكي فتاة، لأريتكب مقامكي.”
فأجبته بثبات:
“أتنزلني لأني قلت الحق؟ أنتم حين ترون الحق تسكتون، وإذا رأيتم الباطل، احتضنتموه بأيديكم وعقولكم”!
فرد بنبرة غاضبة:
“انزلي، ولا تجبريني على إنزالكي بالقوة”.

 

– الرئيس عيدروس الزُبيدي… رمز لا يمس

إن التطاول على الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي ليس اختلافا في الرأي، بل تعد على هيبة الجنوب ومكانتها. هو رمز لمرحلة مفصلية في تاريخ الجنوب، ومقامه السياسي والوطني لا يناقش على أرصفة الجهل ولا يهاجم من أفواه السفهاء.

الإساءة إلى مقام الرئيس لا تندرج تحت حرية التعبير، بل تحت قلة الوعي وانعدام التربية السياسية. والدفاع عن الرئيس ليس دفاعا عن شخص، بل عن كيان وهوية وقضية.

 


القائد جلال الربيعي… لا يتحمل وزر الجهلاء

وحين زج باسم القائد جلال الربيعي في النقاش، لم يكن ذلك سوى محاولة من شاب جاهل للاحتماء خلف اسم لا يمثّه.
فالقائد جلال الربيعي معروف بانضباطه المهني، واحترامه للمسؤولية، والتزامه بقيم القيادة. ومن العار أن يستشهد باسمه في سياق سوقي لا يليق به. من يحاول الاحتماء بالرموز الشريفة لتبرير سفاهته، إنما يكشف خواءه لا أكثر.—

هذه ليست حكاية فتاة… بل أزمة ثقافة

ما حدث لم يكن مجرد موقف شخصي، بل مرآة لحالة اجتماعية متدهورة، حيث يساوي البعض بين الصوت العالي والحقيقة، وبين الشتائم والرجولة، وبين النفوذ وقيمة الإنسان.
حين تهدد فتاة فقط لأنها عبرت عن موقفها باحترام، نكون أمام أزمة أخلاقية لا سياسية فقط.

وإن كان البعض يظن أن النفوذ يمنحه حصانة، فإن صوت العقل أرفع من كل الحصانات الزائفة. وإن أسكتونا في الباص، فإننا نكتب هنا… وفي كل مكان.-

ربما نزلت من الباص، لكنني خرجت منه مرفوعة الرأس.
لم أتنازل عن رأيي، ولم أساوم على الحقيقة. لأنني ابنة الجنوب، وحين يمس رمز الدولة، نقولها صريحة:
الرئيس عيدروس الزُبيدي خط أحمر.

زر الذهاب إلى الأعلى