الجنوب: من الاستقلال إلى استعادة الهوية

صالح شائف الحميدي
الاستقلال وبناء الدولة (1967–1990)
في 30 نوفمبر 1967م، نال الجنوب استقلاله من الاستعمار البريطاني بعد نضال طويل خاضته الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن. تأسست جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية واتخذت من عدن عاصمة لها، وبدأت مرحلة بناء الدولة الحديثة على أسس اشتراكية، حيث تم تأميم الممتلكات، وتطوير التعليم والصحة، وإنشاء مؤسسات الدولة.
رغم التحديات الاقتصادية، استطاع الجنوب أن يؤسس لنظام سياسي مستقل، وارتبط بعلاقات دولية واسعة، خاصة مع دول المعسكر الاشتراكي. كانت هذه الفترة حافلة بالتحولات الاجتماعية، وبروز الهوية الجنوبية ككيان سياسي وثقافي مستقل.
الوحدة والحرب (1990–1994)
في 22 مايو 1990م، تم إعلان الوحدة بين الجنوب والشمال، لتشكيل الجمهورية اليمنية لكن سرعان ما ظهرت الخلافات السياسية والاقتصادية، وتفاقمت التوترات بين الطرفين. في عام 1994م، اندلعت حرب أهلية انتهت باجتياح الجنوب من قبل قوات الشمال في 7 يوليو، وهو تاريخ يُعد مفصليًا في الذاكرة الجنوبية
أدت الحرب إلى تفكيك مؤسسات الجنوب، وتهميش كوادره، وفرض واقع جديد من الهيمنة السياسية والاقتصادية، حيث تم نقل مراكز القرار إلى صنعاء، وبدأت مرحلة من الإقصاء والتهميشالجنوب-تاريخ،-وهوية-وشعب-عبر-العصر..
– الاحتلال والتهميش (1994–2007)
خلال هذه الفترة، عانى الجنوب من سياسات ممنهجة هدفت إلى طمس هويته، ونهب موارده، وتهميش محافظاته، خاصة حضرموت والمهرة وعدن. تم استبعاد الكفاءات الجنوبية من المناصب العليا، وتعرضت البنية التحتية للإهمال، فيما انتشرت الجماعات المسلحة في بعض المناطق، مما زاد من حالة عدم الاستقرار
الحراك الجنوبي والمقاومة (2007–2015)
في 7 يوليو 2007، انطلقت شرارة الحراك الجنوبي السلمي الذي طالب باستعادة الدولة الجنوبية، ورفض الاحتلال اليمني. توسعت الحركة لتشمل مختلف المحافظات، وبدأت مرحلة جديدة من النضال السياسي والاجتماعي، تخللتها مظاهرات ومطالبات بحق تقرير المصير.
وفي عام 2015، ومع اندلاع الحرب في اليمن، برزت المقاومة الجنوبية بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي كقوة فاعلة، واستطاعت تحرير عدن من الجماعات المسلحة، مما أعاد الأمل في استعادة السيادة الجنوبية.
المرحلة السياسية الجديدة (2015–2025)
شهد الجنوب تطورات سياسية مهمة، أبرزها تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، الذي أصبح ممثلًا للقضية الجنوبية في المحافل الإقليمية والدولية. كما تم تشكيل قوات أمنية وعسكرية جنوبية، وبدأت جهود لإعادة بناء المؤسسات، رغم التحديات المستمرة.
اليوم، يقف الجنوب أمام مفترق طرق تاريخي، حيث تتعزز المطالب الشعبية باستعادة الدولة، وتُبذل جهود لتوحيد الصف الجنوبي، وتحقيق التنمية والاستقرار، وسط دعم شعبي واسع ورؤية سياسية واضحة بقيادة ربان السفينة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي حفظه الله ورعاه