اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

قيادي بحكومة تأسيس السودانية يكتب عن خطر قادم على البحر الأحمر من بورتوسودان


النقابي الجنوبي/خاص

كتب الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع والقيادي بحكومة تأسيس تقريرا عن خطر التحالف الحوثي الكيزاني في السودان وقال
‏منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، لم يكن التعاون بين قيادة الجيش السوداني (المدعومة من جناح الحركة الإسلامية) وإيران مجرد علاقة عابرة، بل بات يشكّل ركيزة إستراتيجية في صراع أعمق على البحر الأحمر. فبورتسودان لم يعد مجرد ميناء، بل تحوّل إلى نقطة ارتكاز للإيرانيين وحلفائهم الحوثيين، وهو ما يثير قلقاً شديداً على مستوى الإقليم.

‏* تحالف إستراتيجي: إيران وبورتسودان
‏لقد ركّزت إيران منذ بداية الصراع على استغلال شرق السودان. تقارير متعددة تشير إلى وصول شحنات أسلحة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة، من طهران إلى بورتسودان، وهي خطوة تمنح إيران موطئ قدم مهم على الساحل الشرقي للسودان.
‏هذا الانخراط يعكس طموحاً إيرانياً أكبر: السيطرة على ممرات بحرية حيوية، وضمان حضور دائم في البحر الأحمر، بعيداً عن الرقابة والضغط الدولي.
‏* الحوثيون يدخلون المعادلة
‏لكن ما يجعل الوضع أكثر خطورة هو مشاركة جماعة الحوثي اليمنية في هذا المشروع. تقارير عدة تفيد بوجود قيادة حوثية في ما بات يُعرف بقاعدة «فلامنغو» شمال بورتسودان، بدعم وإشراف إيراني.
‏وتتحدث معلومات متداولة عن نقل عدد من قادة الحوثيين إلى تلك القاعدة، إلى جانب شحنات عسكرية تشمل مسيرات ومكونات صاروخية، عبر قنوات لوجستية مرتبطة بطهران.
‏كما تشير تحليلات أمنية إلى وجود شبكة بحرية خفية تربط بين بورتسودان والحوثيين، يُستغل فيها الغطاء التجاري والمينائي لتمرير معدات عسكرية وعمليات تمويل غير معلنة.

‏* لماذا هذا التوسع يُشكّل تهديداً لأمن البحر الأحمر؟

‏1. استقرار الممر البحري الدولي
‏البحر الأحمر واحد من أهم الممرات التجارية في العالم. وتسييسه عسكرياً عبر وجود الحوثيين، الذين يمتلكون تاريخاً معروفاً في استهداف السفن، يمثّل عامل اضطراب كبير لحرية الملاحة وحركة التجارة العالمية.
‏2. تحويل بورتسودان إلى منصة عسكرية
‏تحوّل قاعدة «فلامنغو» إلى مركز لوجستي دائم يمنح إيران وحلفاءها الحوثيين قدرة أكبر على تنفيذ عمليات بحرية أو تهريب أسلحة، ويجعل شمال بورتسودان نقطة انطلاق محتملة لأي نشاط يهدد سواحل السعودية ومصر وحتى دول القرن الأفريقي.
‏3. تعزيز النفوذ الإيراني في منطقة ملتهبة
‏وجود إيران على مرمى حجر من مضيق باب المندب يعطيها نفوذاً غير مسبوق، ويمكّنها من الضغط على خصومها الإقليميين عبر ورقة البحر الأحمر، كما فعلت عبر الحوثيين في جنوب البحر.
‏4. خلق بيئة صراع ممتد في شرق السودان
‏التوسع الإيراني، الحوثي يمكن أن يحوّل شرق السودان إلى ساحة صراع إقليمي، ويهدد سيادة السودان نفسه، خاصة في ظل هشاشة الوضع السياسي في بورتسودان والانقسامات الداخلية.

‏* البحر الأحمر على مفترق طرق
‏ما يحدث في بورتسودان اليوم ليس مجرد تعاون عابر، بل إعادة رسمٍ لميزان القوى داخل أحد أهم الممرات البحرية في العالم.
‏إن وجود إيران والحوثيين في شمال بورتسودان يمثل تهديداً مباشراً لأمن البحر الأحمر، ويُدخل السودان في حسابات استراتيجية تتجاوز احتياجات الحرب الداخلية إلى لعبة إقليمية كبرى، قد يدفع ثمنها الشعب السوداني والمنطقة بأكملها.
‏إن حماية البحر الأحمر تتطلب رؤية إقليمية موحّدة، وضغوطاً دولية تمنع تحوّل سواحله إلى منصات نفوذ خارجية. فالأمن البحري لا يقل أهمية عن الأمن البري، بل ربما يتجاوزهما في تأثيره على اقتصاد العالم واستقرار الإقليم.

‏السبت
‏22/11/2025

زر الذهاب إلى الأعلى