اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

ما لا يقال

 

كتب/ بسمة نصر

 

في هذا العالم الذي يركض نحو الإنجاز، تنسى المشاعر على الرصيف.

نتقن ارتداء الأقنعة، ونحسن الانحناء تحت وطأة التوقعات، ونقول “أنا بخير” بينما أرواحنا تئن في صمت.

ننجز المهام، نحضر الاجتماعات، نحرر الأخبار، ونصنع الانطباع الجيد. لكن داخل كل خطوة هناك شيء لم يقال.

صمت ثقيل لا يرى… لكنه يشعر.

 

الصدمة: ليست دائما حادثا صاخبا، ولا صفعة على الوجه، أحيانا تكون تروما صامتة،

تحدث حين تخذل دون مبرر،

حين تنتقد وأنت تحاول،

حين تعامل وكأنك فائض عن الحاجة،

حين تكتب نصّا بكامل شغفك… ثم يقابل بالصمت.

 

هذا النوع من الألم لا يبكيك في العلن،

لكنه يجعلك تنام وأنت مستنزف، وتستيقظ بلا رغبة،

تتردد في اتخاذ قرار بسيط، أو تراجع نفسك ألف مرة قبل أن تضغط “نشر”.

لا أحد يراك وأنت تتفكك داخليا،

لأنك تحرص أن تكون “المهني”، “المتماسك”، “المتعاون”.

لكن الحقيقة؟ أنت تتألم… فقط بشكل لا يراه الآخرون.

ولكن…

التروما الصامتة لا تعني أنك ضعيف،

بل أنك ظللت قويا أكثر من اللازم، لفترة أطول من اللازم، دون أن يسندك أحد.

ولذا، خذ لحظة.

تنفس.

تحدث، حتى لو بصوت خافت.

اكتب، حتى لو لم يقرأ أحد.

اطلب الدعم، حتى لو اعتدت الاكتفاء بنفسك.

ولتعلم أن الشفاء لا يبدأ من الطبيب فقط،

بل من تلك اللحظة التي تقول فيها لنفسك:

“أنا أستحق أن أرتاح. أستحق أن أُصغي لنفسي”.

زر الذهاب إلى الأعلى