في الوقت الذي تحتشد قبيلة خولان دعماً لقاتل أطفالها.. تصمت عن مأساة سحر الخولاني وأطفالها في سجون الحوثي

النقابي الجنوبي / خاص
في مشهد أثار موجة غضب واستنكار واسعين، احتشدت قبيلة خولان اليمنية مطالبة بالإفراج عن الشيخ الحوثي “محمد الزايدي”، المعتقل في محافظة المهرة على خلفية اتهامات تتعلق بانتهاكاته وجرائمه بحق المدنيين وتغذيته لجبهات الحوثي بمئات الأطفال من أبناء خولان.
الشيخ محمد الزايدي، الذي يُعرف بولاءه المطلق لجماعة الحوثي، تورط بحسب شهادات عديدة في إرسال أطفال خولان إلى محارق الموت في الجبهات، وضلوعه في حملات تجنيد قسري استهدفت العائلات الفقيرة والمهمشة، حيث استدرج القُصّر تحت شعارات كاذبة، لينتهي بهم المطاف في معارك عبثية، تاركين خلفهم أمهات مكلومات وزوجات مرملات وأطفال أيتام.
وما يثير التساؤل، بل ويفضح حجم التناقض في المواقف القبلية، هو أن هذه الجموع الغاضبة خرجت تطالب بالإفراج عن الشيخ الزايدي دون أن تحرّك ساكناً إزاء المأساة الإنسانية التي تعرضت لها الناشطة “سحر الخولاني” وأطفالها من اعتقالهم في سجون الحوثي في صنعاء اليمنية، دون تهمة واضحة أو محاكمة عادلة.
الناشطة سحر، المرأة الخولانية التي لم تسلم من زنزانة الحوثي مع أطفالها تمثل نموذجًا حيًّا للضحية الحقيقية لانتهاكات المليشيا، ولم تجد من قبيلتها التي تنتمي إليها أي موقف أو تضامن أو حتى كلمة دعم، ما يعكس حالة الانفصام بين الانتماء القبلي الحقيقي ومصالح مشايخ الاصطفاف مع مشروع الحوثي المدمر.
ويرى مراقبون أن موقف قبيلة خولان في هذه الواقعة يكشف عن مدى اختطاف القرار القبلي من قِبل مشايخ موالين للحوثيين يستخدمون العمامة والوجاهة لتبرير الولاء الأعمى للجماعة، على حساب القيم والأعراف والتقاليد التي لطالما افتخرت بها القبائل اليمنية في مناصرة المظلوم والدفاع عن المستضعفين.
وفي الوقت الذي تشهد فيه البلاد أسوأ أزمة إنسانية بفعل الحرب التي أججها الحوثيون، تتحول بعض القبائل إلى أدوات ضغط سياسي لصالح مشروع مذهبي لا يمتّ بصلة للهوية الوطنية متناسية دماء أبنائها التي تُزهق على يد من تدافع عنهم.
وانطلقت دعوات عدة من نشطاء وحقوقيين لمطالبة قبيلة خولان بمراجعة موقفها، والالتفات إلى جراحها الداخلية، بدءً من المطالبة بالإفراج عن سحر الخولاني وأطفالها، ومرورًا بكشف مصير الأطفال الذين تم إرسالهم للجبهات، وانتهاءً بمحاسبة كل من تسبب في تحويل القبيلة إلى بنك دم مجاني لمليشيا لا تعترف لا بالدين ولا بالقبيلة ولا بالقيم الإنسانية.
ومع تصاعد الأصوات المستنكرة لهذا المشهد، تبقى الأسئلة معلّقة:
لماذا صمتت خولان عن نساءها وأطفالها المظلومين في سجون الحوثي؟
ولماذا تتحرك فقط حين يكون المعتقل شيخًا نافذًا يخدم مشروع الخراب؟
وهل بات الولاء للحوثي أثمن عند بعض القبائل من الدم والعرض والكرامة؟