اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
ساخن

هل يُربك حزب ماسك الجديد المشهد السياسي الأمريكي فعلاً؟

خطوة غير محسوبة قد تعيد خلط أوراق الجمهوريين والديمقراطيين

 

 

قال موقع “ذا هيل” الأمريكي إن خطوة الملياردير إيلون ماسك بتأسيس حزب سياسي جديد تحت اسم “حزب أمريكا” قد تُسبب صداعًا سياسيًا للجمهوريين مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي، في حال مضى ماسك في تنفيذ مشروعه السياسي المثير للجدل.

 

ورغم تشكيك عدد من المراقبين – من بينهم الرئيس دونالد ترامب – بقدرة هذا الحزب على الاستمرار أو التأثير الفعلي، إلا أن فكرة الحزب الثالث التي يطرحها ماسك لاقت اهتمامًا واسعًا، وطرحت تساؤلات عديدة حول مضمونه وأهدافه، بحسب تقرير “ذا هيل”.

 

بين الليبرالية والوسطية: ملامح غامضة للحزب

 

يرتكز “حزب أمريكا”، وفق ما نُشر على منصة “إكس” التي يمتلكها ماسك، على مجموعة من المبادئ أبرزها: مقاومة الدين الوطني المتصاعد، اعتماد بيتكوين، حماية التعديل الثاني (حق امتلاك السلاح)، دعم الابتكار التكنولوجي، تقليص القيود على قطاع الطاقة، وحماية حرية التعبير. كما ألمح ماسك إلى توجهات وسطية قد تميل نحو الليبرالية أحيانًا، مؤكدًا أن “الوسطية اليوم أصبحت راديكالية”.

 

ويبدو أن ماسك يسعى لتكوين ائتلاف سياسي غير تقليدي، حيث أبدى رئيس اللجنة الوطنية للحزب الليبرالي، ستيفن نيخايلا، انفتاحه تجاه التعاون مع “حزب أمريكا”، قائلاً: “نحن منفتحون على التحدث مع ماسك، لدينا حق الوصول إلى صناديق الاقتراع في معظم الولايات، والعديد من الليبراليين يشعرون بخيبة أمل من ترامب”.

 

جدل التأثير المحتمل: دعم محدود وشكوك متصاعدة

 

تشير استطلاعات سابقة – من بينها استطلاع لمؤسسة غالوب – إلى أن أكثر من 58% من الأمريكيين يؤيدون ظهور حزب ثالث. لكن “ذا هيل” يشير إلى أن القاعدة الفعلية التي قد تدعم حزب ماسك تظل محدودة، مع وجود 4% فقط من الناخبين الذين يحبون ماسك ويكرهون الجمهوريين، بحسب تحليل لشبكة “سي إن إن”.

 

وفي استطلاع أجرته “فوكس نيوز” في مارس 2025، عبّر 58% من المستطلعة آراؤهم عن رفضهم لدور ماسك السابق في إدارة كفاءة الحكومة ضمن إدارة ترامب، ما يزيد من صعوبة تحوله إلى زعيم سياسي مؤثر.

 

نيخايلا نفسه أشار إلى أن الجمهور الوسطي، الذي يستهدفه ماسك، هو الأقل ولاءً انتخابيًا، قائلاً: “إذا لم يطرحوا برنامجًا شعبويًا واضحًا، سيكون من الصعب تنشيط هذه الكتلة التصويتية”.

 

الحزب الجمهوري يستخف بالتهديد… ولكن بحذر

 

رغم أن مسؤولي الحزب الجمهوري لا يرون في “حزب أمريكا” تهديدًا جديًا حتى اللحظة، إلا أن البعض يعترف بأن ترشح شخصيات بدعم من ماسك في بعض الولايات قد يؤدي إلى تفتيت الأصوات المحافظة، ما يُعقد المنافسة في السباقات التنافسية.

 

وقال أحد الإستراتيجيين الجمهوريين ساخرًا: “من الأفضل أن يقضي إيلون وقته في الذهاب إلى المريخ، وتطوير ستارلينك ونيورالينك، بدلاً من العبث بالسياسة”، مشيرًا إلى أن هذا التوجه قد ينقلب عليه سياسيًا، خاصة مع استياء الديمقراطيين منه في السابق.

 

لكن الخوف الجمهوري الخفي لا يتعلق بفوز مرشحي ماسك، بل بإمكانية إفساد فرص الجمهوريين في دوائر متأرجحة، كما حدث مع مرشحي الحزب الليبرالي في انتخابات 2024.

 

عقبات قانونية وتنظيمية: طريق غير معبّد

 

على الرغم من إعلان ماسك عن نيته التركيز على انتخابات الكونغرس خلال الاثني عشر شهرًا القادمة، إلا أن تأسيس حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة يواجه تحديات قانونية ولوجستية شاقة، منها جمع التوقيعات، تأمين الوصول إلى صناديق الاقتراع في 50 ولاية، وتجنيد مرشحين، إضافة إلى احتمالية التعرض لدعاوى قضائية من الأحزاب الكبرى.

 

ورغم هذه التعقيدات، علّق ماسك على موقع “إكس” قائلاً: “ليس صعبًا بصراحة.” في إشارة إلى ثقته بإمكانية تخطي الحواجز البيروقراطية.

 

هل هي نزوة أم مشروع طويل الأمد؟

 

يبقى السؤال الأهم – بحسب “ذا هيل” – ما إذا كان حزب ماسك هو نزوة شخصية أم توجه استراتيجي طويل الأمد لإعادة تشكيل الخريطة السياسية الأمريكية. فحتى اللحظة، لا يتضح إن كان الحزب سينجح في بناء قاعدة صلبة تتجاوز مجرد الجاذبية الإعلامية للملياردير الأكثر إثارة للجدل في وادي السيليكون.

 

وفي ظل غياب هيكل تنظيمي واضح وبرنامج انتخابي متكامل، يظل “حزب أمريكا” مشروعًا مفتوحًا على جميع الاحتمالات: من دور المُفسد في صناديق الاقتراع، إلى منصة بديلة قد تغير مستقبل السياسة الأمريكية… أو تنتهي كما بدأت، بتغريدة.

زر الذهاب إلى الأعلى