بين أقنعة الغدر وثوب الخيانة.. أمجد خالد يهدد حزب الإصلاح بكشف المستور وفضح ملفات التآمر

النقابي الجنوبي/خاص
يظل اسم القيادي الاصلاحي المتهم بجرائم إرهابية في العاصمة عدن الفار من وجه العدالة قائد ما يسمى لواء النقل العميد أمجد خالد القحطاني لصيقا بالتنظيمات الإرهابية من عصابات الإصلاح إخوان اليمن التي تمارس أنشطة عدوانية وترتبط بأعمال إجرامية ومؤامرات تستهدف العاصمة عدن بصورة خاصة ومحافظات الجنوب بشكل عام.
خلافات المصالح واحتقان الأحقاد والفجور في الخصومة في تركيبة الهيكل التنظيمي لحزب التجمع اليمني للإصلاح إخوان اليمن تفضي إلى فضح ملفات التآمر بما يؤدي إلى نشر الغسيل الوسخ على الملأ كما بدأ من خلال المقطع المرئي الذي بثه القيادي الاصلاحي المطلوب للعدالة أمجد خالد على منصات التواصل الاجتماعي مساء الخميس 5 يونيو 2025، أول أيام عيد الأضحى المبارك في محاولة لاستدرار العاطفة ليُظهر وجها جديدا يحمل قناعا آخر من أقنعة مراحله الزائفة وينبش إحدى دسائسه الخبيثة وينسج سيناريو الغدر التي يزعم أنه تلقاها عبر قوة من إدارة أمن التربة قامت بقيادة العقيد عبدالله الوهباني ومشاركة وحدات من محور طور الباحة بقيادة العقيد أبو بكر الجبولي، بمداهمة منزله وعدد من منازل الضباط والأفراد التابعين له في منطقة التربة، بتعز اليمنية دون صدور أي أوامر قضائية أو مبررات قانونية واضحة لهذا التحرك حد قوله.
وأشار إلى أن هذه المداهمات رافقها اقتحام للمنازل وانتهاك لحرمة السكان وترويع للنساء والأطفال حد قوله في مخالفة للأعراف والقوانين التي تمنع تنفيذ أي إجراءات أمنية دون مسوغ قانوني أو إذن قضائي واصفا سلوك الاصلاح في تناقض غريب بالكلام الجميل والفعل القبيح.
حادثة المداهمة والانقلاب على أمجد خالد وملاحقته وظهوره في مقطع الفيديو جاء في توقيت حساس يضفي غرابة على مرحلة من الصراع الذي يعيشه اليمن ويضع جملة من التساؤلات والاستنتاجات ويحوم حول مصداقية وأهداف محتواه شبهات عدة..
يتساءل الكثير عن دوافع التغاضي عن أنشطة خالد خلال الفترة الماضية؟ وطبيعة الصمت الطويل عنه؟
وفي حالة صدقه ماذا يخفي الإخوان وراء انقلابهم على أمجد خالد؟ وهل له علاقة بارتباطه بالحوثي أم لإفلاته من عصا الطاعة؟
هل الهدف من خطوة الإخوان تصفية سياسية تدفن فيها الأسرار والجرائم أم بعث رسائل أخرى؟
يشير متابعون إلى أن خطاب خالد يتضمن مسرحية هزلية يرسل خلالها سهامه نحو الجنوب لاستعطاف القيادة الجنوبية وتضامنها مع مظلوميته وكسب ثقتها ورضاها لإعادة تموضعه في الجنوب للتهيئة لحدث تطبخه قوى الإصلاح وأذيلها في الجنوب.
في المقابل نجد أن رؤية البعض تقيم تصريحات أمجد خالد بمجرد سيناريو يمهد لفعل صادم ينذر بعمليات إرهابية قادمة.
المادة الفيلمية التي ظهر بها العميد خالد أثار بها هواجس قيادة حزب الإصلاح فكانت بين التحذير والاستجداء هدد خلالها بفضح تسجيلات ووثائق علاقته بقيادات في جماعة إخوان اليمن المتمثلة بحزب التجمع اليمني للإصلاح في خطوة وصفت بأنها ابتزاز سياسي علني يكشف طبيعة العلاقة المتشابكة بين شخصيات مصنفة أمنيا وخلايا حزبية نافذة.
في سياق تصريحاته التي انطلق بها في فضاء السوشيل ميديا أقر خالد بقناعة تامة أن المعدات والمتفجرات والأطقم التي عُثر عليها في منزله بمنطقة التربة محافظة تعز اليمنية كانت بعلم وتنسيق مباشر مع شخصيات إخوانية مشيرا إلى أن لديه “عهودا واتفاقات موثقة مع قيادات الجماعة من أكبر شخصية قيادية فيها إلى أصغرها، في إشارة إلى ارتباطه بأعلى قيادة في هرم حزب الإصلاح إلى أصغرها مهددا بنشرها ما لم “يتدخلوا للملمة الأمور”، بحسب تعبيره وإغلاق الملف.
وأشار الكاتب عبدالله العولقي في مقاله إلى أن: “أمجد خالد الذي كان أداة بيد الإصلاح لتهديد أمن العاصمة عدن أصبح اليوم مطاردا مشردا بعد أن داهمت مليشيات الإصلاح منزله وعبثت بمحتوياته وأدرجته في قائمة المطلوبين بعد أن انتهى دوره وسقطت ورقته”.
بحسب مراقبين شكل أمجد خالد على مدى سنوات إحدى أدوات جماعة الإخوان المسلمين في تنفيذ أجنداتها في الجنوب خصوصا في العاصمة عدن منها عمليات الاغتيال والتفجيرات، في مواجهة الجنوبيين والقوى الأمنية الجنوبية.
ورأوا أن هناك تبدلا في مواقف الإخوان تجاه خالد من خلال ما تم رصده من تقارير استخباراتية أن خالد بدأ بالتنسيق مع مليشيات الحوثي لتنفيذ سلسلة عمليات إرهابية بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة لاستهداف شخصيات سياسية وعسكرية بارزة محسوبة على الإخوان في مدينة تعز اليمنية وإلصاق تلك التهم بقوات المقاومة الوطنية التابعة للعميد طارق صالح ما يخلف اقتتالا داخليا بين الفصائل المناهضة للحوثي في حال حدوثه وهو ما دفع الجماعة إلى التراجع الفوري عن دعمها السابق لخالد وتوجيه قوة أمنية لمداهمة منزله والقبض عليه.
رغم الارتباط السابق بين أمجد خالد والإخوان، إلا أن تحوّله المفاجئ نحو الحوثيين مثل خطرا مباشرا على الجماعة خاصة أن العمليات التي كانت تستهدف الجنوب تحوّلت إلى تهديد فعلي ضد قياداتهم في مناطق نفوذهم وأصبحت الجماعة تخشى أن يتحول خالد إلى ورقة ابتزاز بيد الحوثيين، أو إلى شاهد خطر يكشف طبيعة العلاقة التي طالما أنكروها أمام الرأي العام.
إلى ذلك استعرض العميد/ ثابت حسين صالح في مقال جزء من مراحل أمجد خالد بقوله “الغريب في الأمر أن أمجد خالد ظل خلال فترة طويلة إرهابيا بحصانة “شرعية” حتى اضطر رئيس مجلس القيادة الرئاسي لإعلان اقالته في شهر يناير 2024 بعد ضغط شعبي وجنوبي”.
وأضاف “كانت المحكمة الجزائية المختصة في العاصمة عدن قد أصدرت أحكاما بالإعدام على القائد السابق للواء النقل في قوات الحرس الرئاسي أمجد خالد، وسبعة آخرين… في قضيتي تفجير موكب محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس، وتفجير مطار عدن الدولي واغتيال قيادات عسكرية أبرزها اللواء الركن/ ثابت مثنى جواس”.
وتابع ثابت صالح “في فبراير الماضي تم الإعلان من قبل قوات الجبولي –حليف حزب الإصلاح– عن اعتقال أمجد خالد ومن ثم تم الإعلان عن إطلاق سراحه بضغط من داخل الحزب ذاته ويبدو ان تراكم ملفات تورط أمجد خالد قد أجبر الحزب على التخلص منه، مما دفع الأخير إلى الظهور الإعلامي للتهديد بـ “علي وعلى أعدائي”.
في غضون ذلك رأى ناشطون سياسيون أن أمجد خالد سجل خطوة استباقية برمي الكرة في ملعب الإخوان عبر تسجيل مرئي أحرق من خلاله آخر أوراق الإخوان بكشف العلاقة وتعرية المستور في حال عدم إغلاق الملف وتحجيم عناصر الإصلاح.
ويرى محللون أن خطاب أمجد خالد أكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك تصدعا داخليا ينخر هياكل حزب الإصلاح وضعفا في الولاءات يقود إلى تمرد في معسكره بلغ حد التخلص من أدواته المستهلكة التي تحسب على فصيلة من الدرجة الثانية المنتمية إلى المحافظات الجنوبية فأصبح كل فصيل يتمرد بحسب موقعه ومكانته في وحدة قياس الحزب كأمثال الجبولي أو الوهباني تجره دوافعه إلى قمع أدوات الحزب الأخرى.
وكشف الخطاب أن حزب الإصلاح لم يعد يمتلك السيطرة الكاملة على أدواته بل أصبح تحت رحمة ملفات وأدلة يمتلكها عناصر كانوا ينفذون أجندته ما يعكس تحولا من الولاء التنظيمي إلى الولاء النَفعي وهو أمر خطير في بيئة الصراع إذ تنتقل الأدوات بسهولة إلى الضفة المعادية إذا فقدت الغطاء أو الأمان.
وأشاروا إلى أن أخطر ما في خطاب أمجد ليس ما قاله بل ما لم يقله بعد من خلال استخدامه صيغة التهديد الاستخباراتي الكلاسيكي:
“لدينا توثيقات وتسجيلات ولقاءات وتفاهمات”… ثم ترك التفاصيل معلقة، وهذه الصيغة معروفة في عالم الاستخبارات وتسمى “التهديد غير المكتمل”، أي أن المرسل لا يفضح المعلومات فعليا، بل يلوّح بامتلاكها لابتزاز الطرف الآخر ودفعه للتراجع دون خسارة الورقة.
والمعنى هنا أن أمجد يحتمي بهذه الورقة كونه فقد الحصانة التنظيمية والعسكرية، وهو الآن يناور بنفس السلاح الذي سلّمه له الحزب يوما ما.
اعترف خالد أن الإصلاح على دراية كاملة بكل شيء حتى محتوى “حوش المنزل” مما يفضي إلى اعتراف ضمني بوجود علاقة تبادل معلومات وشراكة في تنفيذ المهام وليس مجرد علاقة سياسية.
وفي قراءة متأنية لخطابه أثبت أن منطقة التربة باتت بيئة آمنة للعبوات والخلايا الإرهابية لافتا إلى تورّط ضباط ووسطاء من المعسكرات والإدارات الأمنية في تنفيذ أجندات وعمليات حزب الإصلاح الخاصة باستهداف الشخصيات الوطنية وزعزعة أمن واستقرار البلد في الوقت نفسه أكد أن الإرهاب له حاضنة حزبية داخل الشرعية اليمنية.
كان التسجيل المرئي لأمجد خالد بمثابة انفجار فاضح لخلافات وتشققات عناصر حزب الإصلاح حيث لا يمكن فهمه في إطار تصفية حسابات شخصية، بل هو تسريب استخباراتي محسوب، وإشهار مبكر لوثائق في صيغة ابتزاز سياسي ضد حزب بات يعيش أزمة ثقة حقيقية داخلية وخارجية فشكل صفارة انذار تهدد بانفجار قادم في المشهد اليمني في معسكر قوى الشرعية اليمنية المهترئة التي تتصارع لا على المبادئ بل على الحصص، والمكاسب.
في المشهد اليمني المعقد، ليست التحالفات وحدها من تتغير، بل أدوات الصراع أيضا. وأمجد خالد ليس إلا نموذجا لأدوات جرى توظيفها ثم التخلص منها عندما خرجت عن السيطرة. لكن المشكلة أن أمثال خالد لا يخرجون من المشهد بصمت، بل يخرجون وهم يحملون أسرار من صنعوهم، وفي لحظة انكشاف، تصبح هذه الأسرار قنابل سياسية تنفجر في وجوه الجميع.