جماعة الحوثي تبدا في تقييد حريات اليمنيين بعد منتصف الليل
النقابي الجنوبي / خاص
شرعت مليشيات الحوثي المسيطرة على صنعاء في تطبيق قرار جديد يقضي بمنع تعاطي القات بعد منتصف الليل استنادًا لبلاغ صادر عن ما يسمى وزارة الداخلية في حكومة الأمر الواقع التابعة لها.
يأتي هذا القرار، الذي يزعم الحوثيون أنه يهدف إلى الحفاظ على الأمن والنظام، وسط انتقادات واسعة تتهمه بتكريس سياسة القمع والتضييق على الحريات الشخصية للمواطنين، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية وانعدام فرص العمل.
ويستند القرار إلى مذكرة صادرة عن جهات أمنية تابعة للحوثيين، تشير إلى “ملاحقة متعاطي القات في الشوارع الذين يستمرون إلى ما بعد منتصف الليل”.
وأوصت اللجنة التابعة لهم بـ”تكييف أقسام الشرط والدوريات بالنزول وأخذ بيانات هؤلاء الأشخاص ومحاصرتهم”، مع التلويح باتخاذ إجراءات تصعيدية بحق المخالفين.
ويرى مراقبون أن هذا القرار يأتي في سياق حملة مستمرة تشنها مليشيات الحوثي لفرض المزيد من القيود على السكان في مناطق سيطرتها، بدلًا من معالجة الأسباب الجذرية التي تدفع الكثير من اليمنيين إلى تعاطي القات لساعات طويلة، وعلى رأسها غياب الوظائف وتدهور الأوضاع المعيشية وانعدام الآمال بمستقبل أفضل.
وأفادت مصادر محلية بانتشار عناصر تابعة لمليشيات الحوثي، بما في ذلك ما يسمى بشرطة النجدة، في بعض المناطق مثل ميدان السبعين، لتطبيق القرار ومطالبة المتواجدين بالتفرق. واعتبر العديد من المواطنين أن هذه الإجراءات تمثل تعديًا على حرياتهم الشخصية وتجاهلًا للظروف الصعبة التي يمرون بها.
ويؤكد نشطاء وحقوقيون أن قرار منع تعاطي القات في وقت متأخر من الليل، والذي يأتي في ظل حظر للتجمعات والاحتفالات العامة وفرض قيود مشددة على الحركة، يعكس توجهًا نحو مزيد من التحكم في حياة المواطنين وقمع أي متنفس اجتماعي أو ترفيهي بسيط لهم، دون تقديم أي حلول حقيقية لمشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة.