(بارجيل القفعي) لـ«النقابي الجنوبي»: مؤسسات الإعلام الجنوبي السابقة يُشار لها بالبنان ويجب إعادة ماضيها وحاضرها

حاوره/ حمدي العمودي
انطلقت صحيفة «النقابي الجنوبي» من عالم المدنية والتّحضر المدني وتوجهت إلى مناطق الارياف والجبال لترسم صورة جمالية عن ساكني الريف خاصة الذين عاصروا الحقبة الزمنية أبان دولة الجنوب ونهضة المؤسسات الإعلامية الجنوبية المرئية والمقروءة والمسموعة والتي يشار لها بالبنان، حيث التقينا الأخ ياسر بارجيل القفعي أحد أبناء لودر في محافظة أبين والذي أطلق تنهيدة عميقة وطويلة حول كيف كان الإعلام الجنوبي سابقا تم القضاء عليه ونهب كل ماهو جميل فيه، وعلى أثر هذا يقول الأخ ياسر بارجيل القفعي أحب الإعلاميين وأعشق مهنة الإعلام، ولنا ذكريات طيبة مع ماضي الإذاعة والتلفزيون في مدينة عدن، وخاصة الإذاعة وكان جهاز الراديو هو منبر الشريحة الكبيرة من أبناء الوطن وخاصة الساكنين في أعالي الجبال والبعيدين عن المدن.ولكن كان لصوت إذاعة عدن مكاناً كبيراً في قلوبنا نحن أبناء الأرياف وكنا نعيش مع الإذاعة أجمل اللحظات من مسلسلات محلية وعربية. وبرامج مختلفة يبثها أثير إذاعة عدن ويصل صدى صوتها إلى خلف تلك الجبال والتي تعيش فيها كوكبة كبيرة من المجتمع الجنوبي. وكنا نتابع الأخبار السياسية والعسكرية، المحلية والدولية عبر هذا المنبر الإعلامي الحر، أيضا نتابع الأخبار الرياضية لحظة بلحظة مع البرنامج اليومي الرياضي الرائع صبيحة كل يوم مع عدى الجمعة في الساعة السابعة والنصف صباحاً بصوت الإذاعي الإعلامي الرياضي المرحوم سالم أحمد بن شعيب رحمه الله. ولا أحب أن أطيل أخي حمدي ولكن تبقى ذكريات الإذاعة والمذيعين ترن في مسامعنا إلى هذه اللحظة، رغم تطور التكنولوجيا ووصول العالم إلى الفضاء، ومع ظهور الفيسبوك والتويتر واليوتيوب وكل مواقع الشوشل ميديا، وأن ذكريات إذاعة عدن واصوات مذيعيها لا زال حفاقا في قلوبنا، ولنا ذكريات الطفولة مع التلفزيون ولكن ليس كما الإذاعة.
وبعد شرح مستفيض قدمنا إليه عدداً من الأسئلة المباشرة وإليكم حصيلة الحوار الصحفي:
•كونك أحد محبي ومستمعي إذاعة وتلفزيون عدن.. كيف تقيّم لنا دور الإعلام الجنوبي السابق سواء المرئي أو المسموع أو المقروء خلال الحقبة الزمنية السابقة؟
الإعلام الجنوبي سابقاً كان يشار إليه بالبنان وبالفعل كون تلفزيون وإذاعة عدن من أوائل المنابر الإعلامية، وهناك صحف أيضاً كان لها السبق على مستوى المنطقة والإقليم وحتى دولياً والجميع يعرف هذا أن الجنوب كان سباقاً في هذا المجال.
• هناك كوادر إعلامية جنوبية فذة من الكادر النسائي وكذلك الرجال.. ياريت تسرد لنا بعض الشخصيات التي كانت لها صولات وجولات في عالم الإعلام؟
فعلاً أخي حمدي هناك كوادر وكوادر قد لا يتسع المجال لسرد أسماء وأعمال وصولات وجولات تلك الهامات الإعلامية الجنوبية من رواد الإعلام الجنوبي سواء المرئي والمسموع والمقروء، ولكن نكتفي بذكر بعض الأسماء ونترك البرامج والأعمال التي كانت تقوم بها هذه الأسماء ومنهم الفنان الإعلامي الإذاعي والذي انتقل إلى، رحمة الله، محمد سعيد منصر وكذا أيضاً المرحوم جهاد لطفي والمرحومة نبيلة حمود والمرحوم صاحب الحنجرة الذهبية وبلبل التعليق الإذاعي سالم أحمد بن شعيب والمذيعة المتألقة لولى محفوظ، ومنصور سيف سعيد وجمال مهدي وعماد شمسان وعوض بن حداد وسهام عبدالحافظ، ومقدم البرنامج الاسبوعي العلم والإنسان أحمد عمر بن سلمان والممثل المعروف سالم العباب وزميلته اسمهان بيحاني وجيل الشباب الذي أتى بعدهم خاصة في الجانب الإعلامي في إذاعة عدن وبالنسبة للتلفزيون المرحومة رجاء باسودان والاعلامية الرائعة أمل بلجون، وصلاح العمودي وخليل والمرحومة جميلة جميل وأيضاً اسماء كثيرة وكثيرة جداً خانتني الذاكرة الآن أن اذكرهم.
•ماذا فعل نظام صنعاء اليمني بالمؤسسات الإعلامية وطاقمها؟ وماهو الأسلوب الذي استخدمه نظام صنعاء تجاه المؤسسات الجنوبية؟
نظام صنعاء سعى جاهدا وبكل قوته لطمس الإعلام الجنوبي المتقدم وفعلاً دمر الإعلام الجنوبي، وبالنسبة للطاقم قام بمعاملة الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين من درجة ثانية وعلى نفس معاملته للشعب الجنوبي قاطبة، وكان لا يأبه بالكادر الجنوبي وكأن الأولوية لإذاعة وتلفزيون صنعاء ولطواقمهما. خلاصة القول كان نظام صنعاء يكيل بمكيالين تجاه الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين، وقد استخدم كل أصناف القوة من ترهبيب والتعذيب وقام بسجن الاعلاميين الجنوبيين والبعض قام بقتلهم.
•كيف تنظر إلى الإعلام الجنوبي الحديث؟ وهل باستطاعته أن يعيد ماتم تدميره وتهميشه من خلال إعادة المؤسسات الإعلامية الجنوبية؟
الإعلام الجنوبي الحديث لابأس به وهناك شخصيات إعلامية شابة وطامحة وتسعى إلى إعادة الإعلام الجنوبي إلى سابق عهده، ولكن هذا لا يكفي لأن الإعلامي لحاله لم يستطع يعمل شيء ولابد للقيادة السياسية من الوقوف مع الإعلاميين والعمل على انتشال الإعلام الجنوبي من وضعه الصعب، أضف إلى ذلك الحرب الذي يتعرض لها الجنوب وكذلك صعوبات جمة تواجه الإعلام الجنوبي اليوم.
وبالنسبة للمؤسسات الإعلامية لابد أخي حمدي من إعادتها إلى مكانتها المرموقة سابقاً، مثل الإذاعة والتلفزيون والصحف اليومية والمجلات.
• ماهي الرسالة التي تريد توجيهها للجهات المختصة بخصوص إعادة تاريخ وحضارة الإعلام سابقا؟
• الرسالة هي أن تقف القيادة السياسية في المجلس الانتقالي وإلى نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبين مع الإعلاميين وتعمل على حل كل مشاكلهم وتقف معهم يدا بيد لإعادة الإعلام إلى ماضيه الناصع ولكي نواكب التطور التكنولوجي الحاصل في المنطقة على أقل تقدير.
واسمح لي أخي العزيز ولكونني مواطن جنوبي وأحلم بإعادة الإعلام الجنوبي إلى الماضي الجميل واتمنى من قيادتنا الحكيمة أن تضع الرجل المناسب في المكان المناسب. فمثلا الإعلام أن يكون القائمين على هذا المجال هم من أبناء المهنة ومن الذين لهم تاريخ كبير وباع رائع ورائد في الإعلام، لا أن يأتى بقيادات للإعلام من الشخصيات التي لم تعمل ولم يعمل بهذا الشأن، وحتى في كل المجالات الأخرى، نتمنى أن تسند قيادة كل مجال إلى ابنائه ومن هم على دراية تامة به. فمثلا الرياضة لابد أن يكون الرياضي هو من يقود سفينة الرياضيين في هذا المجال وكذلك الجانب الصحي لابد أن يكون مسؤول الصحة هو من يقود كوادر الصحة في بلادنا، وما أكثرهم اليوم والثقافة تسند قيادتها إلى المختصين فيها وبما معناه أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب لكي نرى إعادة الأمور إلى ما كانت عليه، وما الإعلام إلا وأحدا من تلك المجالات.
•؛ كلمة اخيرة تريد أن تختم بها الحوار الصحفي معك؟
اشكرك مجدداً أخي حمدي على إتاحة الفرصة لي واتمنى التوفيق لكم طاقم صحيفة «النقابي الجنوبي» لكونكم جزء من إعلامنا والذي نعول عليه إلى إعادة الإعلام الجنوبي إلى سابق عهده، وأجدها فرصة ومن خلال منبركم ومنبر كل جنوبي غيور أن أرسل رسالة إلى الأخ القائد عيدروس قاسم الزُبيدي بأن يولي اهتمام كبير من أجل إعادة إذاعة وتلفزيون عدن إلى مكانهما السابقين، ونتمنى أن نسمع قريبًا بهذا وأن تعود الإذاعة والتلفزيون للبث من داخل العاصمة عدن وليس من الخارج، خاصة تلفزيون عدن وكما يعلم الجميع أنه يبث من جدة. أما بالنسبة للإذاعة لم أعد أسمع عنها وعن كوادرها شي للأسف الشديد. ونتمنى أن تحظى الهامات الإعلامية بدعم القيادة السياسية وأن يقف المجلس الانتقالي لكونه المسؤول اليوم عن الجميع مع الإعلاميين الذين يعانون الأمرين بسبب الأوضاع الصعبة وإلى أن يلتفت المسؤولين إلى أسر تلك الهامات الإعلامية الجنوبية السابقة ودعمها، وكذلك نقابة الصحفيين الجنوبيين لا بد أن تكون مع الإعلامي الجنوبي لأنها أتت لهذا الشي وهو الوقوف مع الإعلاميين.