اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
أخبار عربي انفو

إسرائيل تفتح النار على فلسطينيين برفح أثناء انتظار المساعدات

استشهاد 20 مدنيًا وتحويل مراكز التوزيع إلى “مصائد قتل جماعي”

 

أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلية، صباح الثلاثاء 3 يونيو 2025، على ارتكاب مجزرة جديدة بحق مدنيين فلسطينيين في منطقة رفح جنوب قطاع غزة، حين فتحت نيرانها المباشرة على حشود من الأهالي الذين كانوا بانتظار تسلّم مساعدات إنسانية، ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 20 شخصًا، في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع.

 

ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، فقد وقعت الحادثة وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وتزايد المخاوف من انهيار الوضع المعيشي والصحي بشكل كامل، في ظل الحصار المستمر والعدوان المتواصل منذ أكثر من ثمانية أشهر.

 

ساحات قتل لا مراكز إغاثة

 

 

تحوّلت نقاط توزيع المساعدات، التي يُفترض أن تكون ملاذًا للفقراء والجوعى، إلى ساحات قتل جماعي بفعل القصف والاستهداف المباشر من قبل القوات الإسرائيلية. ففي غرب مدينة رفح، أطلق جنود الاحتلال يوم الإثنين النار على حشود من المدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى شاحنات المساعدات، ضمن نمط متكرر بات يعيد المأساة يوميًا تحت مسمى “التنظيم الأمني للمساعدات”.

 

ويُعد هذا التصعيد امتدادًا لما وُصف بخطة إسرائيلية لإدارة توزيع المساعدات عبر كيان يُعرف باسم “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي جهة مرتبطة بإدارة الاحتلال ومثيرة للجدل، واجهت انتقادات واسعة من جهات حقوقية وإنسانية فلسطينية ودولية، بسبب ما وصفته بـ”الاستخدام المتعمد للمساعدات كأدوات حرب”، وتحويل مراكز التوزيع إلى “مصائد قتل جماعي”.

 

وبحسب بيانات رسمية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فقد ارتفع عدد الشهداء الذين سقطوا خلال استهداف مراكز المساعدات، منذ يوم الثلاثاء الماضي فقط، إلى أكثر من 70 شهيدًا، فضلًا عن 305 مصابين، كثير منهم في حالات حرجة.

 

عدوان متواصل وحصيلة ثقيلة

 

 

تأتي هذه الجريمة ضمن سياق العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والذي خلّف حتى الآن 54,470 شهيدًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما تجاوز عدد المصابين 124,693، في ظل استمرار عمليات القصف والتجويع والتهجير القسري، وسط حصار خانق لا يسمح بوصول الإغاثات بشكل آمن أو منتظم.

 

وتشير التقديرات إلى أن عدد الضحايا الفعلي مرشح للارتفاع بشكل كبير، إذ ما تزال جثث كثيرة تحت الأنقاض وفي الطرقات، بينما تواجه طواقم الإسعاف والإنقاذ صعوبات بالغة في الوصول إلى المناطق المستهدفة، بفعل استمرار الغارات أو منع الاحتلال لتحرك المركبات الطبية.

 

مطالبات عاجلة وغياب للمساءلة

 

 

منظمات دولية وحقوقية، بينها “هيومن رايتس ووتش” و”أطباء بلا حدود”، طالبت بتحقيق عاجل وشامل في عمليات استهداف مراكز توزيع المساعدات، ووصف بعض التقارير ما يجري بأنه “خرق ممنهج لقوانين الحرب” و”استخدام للتجويع كأداة عسكرية”.

 

ورغم تصاعد الدعوات الدولية لوقف العدوان، لا يزال الدعم الأمريكي السياسي والعسكري لإسرائيل قائمًا، وهو ما يُثير انتقادات شديدة من أطراف حقوقية وقانونية تعتبره “تشجيعًا على الإفلات من العقاب” في ظل غياب أي مساءلة دولية جادة عن الجرائم المرتكبة.

 

وسط هذه الوقائع الدامية، يبدو أن غزة باتت تعيش على وقع مأساة مركّبة، حيث لا يُميّز الموت بين جبهات القتال ومراكز الإغاثة، بينما يستمر العالم في الصمت أو التواطؤ، تاركًا المدنيين وحدهم في مواجهة جحيم لا ينطفئ.

زر الذهاب إلى الأعلى