فيتامين د3 لا يقوي العظام فقط.. بل يدعم جهازك المناعي أيضاً!

عندما يدور الحديث عن بناء عظام قوية وصحية، فإن ممارسة التمارين الرياضية تمثل فقط جزءاً من الصورة؛ بينما يلعب فيتامين «د»—وتحديداً «د3»—دوراً لا يقل أهمية، بل قد يكون أساسياً في هذه المعادلة الصحية، بحسب ما أكده تقرير لموقع «يو إس آي توداي».

تعزيز تكوين العظام ومنع الهشاشة

فيتامين «د3» يُسهم في دعم عدة وظائف جسدية، أبرزها تكوين العظام وإعادة بنائها، عبر تحسين امتصاص الكالسيوم والفوسفور في الأمعاء. هذان العنصران يشكلان البنية الأساسية للعظام والأسنان، ما يجعل من «د3» درعاً وقائياً ضد الكساح لدى الأطفال، وهشاشة العظام لدى كبار السن، وتلين العظام لدى البالغين.

أكثر من مجرد دعم للعظام

لا تقتصر أهمية فيتامين «د3» على تقوية العظام؛ إذ أظهرت دراسات متعددة أن المستويات الكافية منه تعزز أيضاً وظائف الجهاز المناعي، وربما تقلل من احتمالية الإصابة ببعض الأمراض المناعية الذاتية، كالتصلب المتعدد. هذا الدور المناعي يفتح الباب أمام استخدام «د3» كعامل وقائي في سياقات صحية أوسع من المتوقع.

مصادر طبيعية وتحديات الامتصاص

الحصول على فيتامين «د» ممكن عبر التعرّض لأشعة الشمس المباشرة، حيث تقوم الأشعة فوق البنفسجية بتحفيز الجلد لإنتاج الشكل النشط منه. كما يتوفر في أطعمة طبيعية مثل الأسماك الدهنية (السلمون والتونة والسردين)، زيت كبد السمك، وصفار البيض، وكبد البقر، والجبن.

لكن، وبحسب الإرشادات الغذائية الأميركية، فإن الاعتماد على النظام الغذائي وحده غالباً لا يكفي. لذا توصى بتناول منتجات غذائية مدعّمة، مثل أنواع محددة من الحليب، عصائر الفواكه، الشوفان، وبعض مشتقات الألبان.

من هم الأكثر عرضة لنقص الفيتامين؟

أشارت التوصيات الطبية إلى أن فئات معينة يجب أن تكون أكثر حذراً من نقص «د3»، أبرزهم:

كبار السن (فوق 65 عاماً)

من لا يتعرضون لأشعة الشمس الكافية

أصحاب البشرة الداكنة

المصابون بأمراض مزمنة تؤثر على امتصاص الفيتامين (كالتهاب الأمعاء والتليف الكيسي وأمراض الكبد والكلى)

النساء الحوامل والمرضعات

لهذه الفئات يُنصح بإجراء فحص دم دوري لتحديد مستويات فيتامين «د»، واتخاذ قرار مدروس بشأن استخدام المكمّلات.

الجرعات… متى تكون آمنة ومتى تتحول إلى خطر؟

الجرعة اليومية الموصى بها للبالغين تتراوح بين 600 و800 وحدة دولية، بينما يضع المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة سقفاً أعلى يصل إلى 4000 وحدة يومياً. رغم أن حالات التسمم بفيتامين «د» تُعد نادرة، فإن تجاوز الحد المسموح قد يؤدي إلى مشاكل صحية، تشمل اضطراب ضربات القلب أو فشل كلوي.

خلاصة طبية

رغم فوائده العديدة، يبقى تناول مكملات فيتامين «د3» خطوة يجب أن تُتخذ تحت إشراف طبي، وبعد فحص مستوى الفيتامين في الدم. فبين الوقاية والمبالغة شعرة، والهدف هو تحقيق التوازن الذي يضمن عظاماً قوية ومناعة صلبة دون تجاوز حدود السلامة.