اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

البيئة الحضرية تعزز خلايا التهابية تزيد من حساسية أطفال المدن

 

كشفت دراسة أميركية حديثة عن سبب بيولوجي جديد قد يفسر ارتفاع معدلات الإصابة بالحساسية بين الأطفال في البيئات الحضرية مقارنة بنظرائهم في المناطق الريفية، وهو وجود نوع محدد من الخلايا المناعية يُعرف باسم “الخلايا المساعدة 2” (Th2)، يتميز بخصائص التهابية تدفع إلى استجابات مناعية مفرطة.

ووفقًا لفريق البحث من جامعة روتشستر، فإن هذه الخلايا، التي تم تحديدها لأول مرة بوصفها نمطًا فرعيًا غير موصوف سابقًا من خلايا المناعة التائية، تهاجم بروتينات غذائية غير ضارة على نحو مفرط، ما يؤدي إلى ردود فعل تحسسية قد تتراوح بين الطفح الجلدي والربو الحاد. وقد نُشرت نتائج الدراسة، يوم الاثنين، في دورية (Allergy) المتخصصة.

الحساسية لدى الأطفال تُعد من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا، وتؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة، والقدرة على التعلم، والمشاركة في الأنشطة اليومية. ويؤكد الباحثون أن فهم آلية تشكّل الخلايا المحفزة للحساسية في المراحل المبكرة من حياة الطفل قد يُحدث تحولًا في وسائل الوقاية والتدخل المبكر.

أُجريت الدراسة من خلال مقارنة عينات دم من أطفال رضع يعيشون في بيئات حضرية، حيث سجلت معدلات أعلى من الحساسية، مع عينات من أطفال في بيئات ريفية معروفة بانخفاض الإصابة بهذه الحالات. وخلص التحليل إلى أن الأطفال في المدن يحملون مستويات مرتفعة من خلايا Th2، في حين أن أطفال الريف يتمتعون بوفرة من الخلايا المناعية التنظيمية، التي تساعد في تهدئة الاستجابات المفرطة.

وأرجع الباحثون هذا التباين إلى تنوع الميكروبات في البيئة المحيطة، إذ توفر البيئات الريفية تعرضًا أكبر لبكتيريا نافعة تُعزز تنمية جهاز مناعي أكثر توازنًا، على عكس البيئات الحضرية التي يبدو أنها تعزز نمطًا التهابيًا في تشكيل المناعة.

الدكتورة كيرسي يارفينين – سيبو، الباحثة الرئيسية في الدراسة، اعتبرت هذه النتائج “خطوة نوعية نحو فهم العوامل البيئية التي تشكّل مناعة الطفل”، مشيرة إلى إمكانية تطوير تدخلات وقائية مستقبلية من بينها مكملات البروبيوتيك أو استراتيجيات لتعزيز تنوع الميكروبيوم، بما يُقلل من احتمالات الإصابة بالحساسية.

الدراسة تفتح الباب أمام أبحاث إضافية تستهدف تصميم بيئات أكثر دعمًا لنمو مناعة الأطفال، خصوصًا في المدن، حيث يتزايد القلق من تصاعد الأمراض المرتبطة بالتحسس نتيجة أساليب الحياة الحديثة ونقص التنوع البيئي.

زر الذهاب إلى الأعلى