اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

الانتقالي الجنوبي بين نيران الأزمات ومشاريع الاستهداف

 

النقابي الجنوبي/تقرير/خاص

في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها المحافظات الجنوبية، وتزايد الضغوط السياسية والاقتصادية والخدمية، يبرز المجلس الانتقالي الجنوبي كحالة سياسية متقدمة تواجه تحديات متعددة الأبعاد، تتجاوز الإدارة اليومية إلى صراع إقليمي تتداخل فيه أجندات داخلية وخارجية. ومن هذا المنطلق، تبرز مقالة الكاتب إياد غانم بعنوان “الانتقالي الجنوبي صمام أمان الجنوب في وجه الأزمات والمخططات” كمرافعة سياسية وإعلامية تسلط الضوء على ما يواجهه المجلس من محاولات استهداف وتزييف للواقع.

يؤكد غانم أن الانتقالي لم يدخل الساحة السياسية على أرض مفروشة بالورود، بل واجه منذ لحظة انطلاقه معارك عسكرية وسياسية واقتصادية ممنهجة، هدفت إلى كسر إرادة الجنوب وضرب حاضنته الوطنية. يقول:
“الانتقالي كيان وطني جنوبي يواجه معارك عسكرية وسياسية واقتصادية، فلم تكن الأرض مفروشة بالورود أمامه.”

وفيما تتجه بعض الأصوات إلى تحميل المجلس مسؤولية كافة الأزمات دون تمحيص، يشير غانم إلى أن هذا الطرح يتجاهل الدور المباشر الذي تلعبه قوى الصراع اليمنية في اختلاق الأزمات وتضييق الخناق المعيشي على المواطن الجنوبي، بهدف ضرب التماسك الشعبي مع المجلس:
“فلاسفة عصرهم… يحللون الوضع من زاوية واحدة بصب غضبهم على المجلس الانتقالي، وإعفاء قوى الصراع اليمني مما يدور.”

الكاتب يرى أن الانتقالي كان، ولا يزال، يقف في وجه المشاريع التي تستهدف الجنوب سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، لافتًا إلى أن غياب المجلس كان سيجعل الأوضاع أكثر تدهورًا مما هي عليه حاليًا. ويضيف:
“لولا الانتقالي واقف في حلوق تلك القوى، لكان الوضع أسوأ بكثير مما هو عليه اليوم.”

وبالعودة إلى مسار الشراكة السياسية، يشدد غانم على أن المجلس لم يلتزم الصمت إزاء المؤامرات، بل سعى منذ اليوم الأول لإفشال المخططات التي تهدف إلى إرباك الجنوب وإفراغ قضيته من مضمونها، مؤكدًا:
“منذ اليوم الأول من دخول الانتقالي الشراكة، وهو يدافع عن الحق المشروع للمواطن، وعرقل قرارات، وعطّل مخططات خبيثة وحاقدة.”

وفي معرض دعوته لإعادة التوازن في الخطاب السياسي والإعلامي الجنوبي، يطالب غانم بالكف عن جلد الذات، والاعتراف بجهود المجلس ودوره المحوري في حماية القضية الجنوبية من الانهيار:
“توجهوا بالشكر للانتقالي أنه لم يتخلَّ عن المشروع الذي فُوِّض به، ولم يقف صامتًا تجاه الأزمات المختلقة، بل وقف سدًا منيعًا أمام الكثير من المخططات القذرة التي كانت ذاهبة بالأوضاع للمجهول أمس قبل اليوم.”

قراءة في المضمون

من الواضح أن خطاب غانم يتأسس على قناعة ثابتة بأن المجلس الانتقالي الجنوبي يشكل الضمانة الحقيقية لمشروع الاستقلال، وأن ما يتعرض له من هجمات إعلامية أو سياسية ليس إلا انعكاسًا لحالة استهداف ممنهجة تهدف إلى تفكيك الحالة الجنوبية وإعادتها إلى مربع التبعية. كما يحمل الخطاب دعوة صريحة إلى وحدة الصف الجنوبي وتوجيه النقد للجهات الفاعلة في اختلاق الأزمات لا إلى الكيان الذي يدافع عنها في كل الساحات.

خلاصة الرأي

إن الخطاب السياسي الجنوبي، في هذه المرحلة، بحاجة إلى قدر عالٍ من الإنصاف والوعي بترتيب الأولويات، فالمجلس الانتقالي الجنوبي، برغم التحديات والأخطاء، لا يزال يشكل حجر الزاوية في معركة الجنوب الكبرى نحو التحرير والاستقلال. أما محاولة تحميله وحده تبعات المشهد المعقد، فهي مجانبة للواقع، وتخدم في المحصلة مشاريع القوى المتربصة بالمشروع الجنوبي من داخله وخارجه.

تحرير:
وحدة الرصد والتحليل – موقع النقابي الجنوبي

زر الذهاب إلى الأعلى