الحوثيون يعلنون الحرب على “ستارلينك”: مصادرة وملاحقات بعد مايو

 

النقابي الجنوبي / خاص

دعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات التابعة لمليشيات الحوثيين غير المعترف بها دوليًا جميع المواطنين والجهات الاعتبارية إلى تسليم كافة أجهزة “ستارلينك” قبل الأول من مايو 2025، وسط تحذيرات من المساءلة القانونية ومصادرة الأجهزة بحق المخالفين.

وأكدت الوزارة، في بيان رسمي امس الأحد 27 أبريل 2025، أن عملية التسليم تتم عبر مكاتب المؤسسة العامة للاتصالات، مع إطلاق حملة ميدانية لاحقة لمليشياتها لضبط أي أجهزة مستخدمة بعد انتهاء المهلة.

وتأتي هذه الإجراءات عقب إعلان شركة “ستارلينك” التابعة لإيلون ماسك عن بدء تقديم خدمات الإنترنت الفضائي في اليمن منذ سبتمبر 2024، بموجب اتفاقية مع الحكومة المعترف بها دوليًا. وقد دشنت المؤسسة العامة للاتصالات في عدن الخدمة رسميًا، واعتبرتها “مستقبل الإنترنت في البلاد”، رغم غياب تفاصيل الأسعار حتى الآن.

ورغم توفر أجهزة “ستارلينك” بشكل محدود في مناطق سيطرة الحوثيين، إلا أن أسعارها المرتفعة عبر السوق السوداء جعلتها مقتصرة على فئات مهنية وتجارية محدودة. الأمر الذي أثار قلق المليشيات من فقدان السيطرة على تدفق المعلومات بعيدًا عن شبكاتها الأرضية الخاضعة للرقابة.

ويمثل الإنترنت الفضائي تطورًا حيويًا في بلد دمرته الحرب وأضعفت بنيته التحتية الاتصالية، مما جعل “ستارلينك” بالنسبة للكثيرين نافذة ضرورية للتواصل والعمل الحر والوصول إلى المعلومات.

ويرى مراقبون أن هذه الحملة الحوثية تكشف عن إدراك المليشيات بأن المعركة اليوم لم تعد عسكرية فقط، بل سيبرانية أيضًا، حيث يشكل التحكم بالمعلومة عاملًا رئيسيًا لاستمرار سلطتهم.

ومع اقتراب انتهاء المهلة، تبرز تساؤلات جدية: هل ستتمكن المليشيات فعليًا من السيطرة على الأجهزة المنتشرة؟ أم أن الحظر سيفتح الباب أمام مزيد من التحديات الخفية داخل مناطق سيطرتها؟