بين النحل والذباب ..فك شفرة التحالفات السياسية

كتب / رائد عفيف
في عالم السياسة، كما في الطبيعة، لكل كيان بيئته التي ينجذب إليها ويجد فيها ملاذه. أثناء تصفحي مؤخرًا على فيسبوك، لفت انتباهي منشور بليغ أثار إعجابي وأشرت له بعلامة الإعجاب، لا أتذكر لمن. المنشور يقول: “إذا احترت في فهم أي طرف سياسي جديد فانظر إلى من يقف في صفه من الأطراف السياسية القديمة والمفهومة، ومثلما يقف النحل على الأزهار، فالذباب يقف على القمامة.”
هذه الفكرة ليست مجرد استعارة بل هي أداة تحليلية تساعدنا على فك شيفرة التحالفات السياسية. الأطراف القديمة تحمل تاريخًا من المواقف والأفعال، مما يجعلها مرآة تعكس طبيعة الطرف الجديد. إذا كان الطرف الجديد مدعومًا من قوى معروفة بالنزاهة والعمل لصالح المجتمع، فهذا مؤشر إيجابي. أما إذا كان مدعومًا من أطراف ذات تاريخ مشبوه، فقد يكون من الحكمة التوقف والتفكير.
السياسة ليست مجرد لعبة مصالح، بل هي انعكاس للقيم والمبادئ التي تحكم المجتمعات. لذا، عندما نواجه غموضًا سياسيًا، علينا أن نبحث عن الإجابات في التحالفات. لأن النحل والذباب لا يختاران مواقعهم عشوائيًا، بل بناءً على ما يناسب طبيعتهم. كذلك الأطراف السياسية، تختار حلفاءها بناءً على ما يخدم مصالحها وأهدافها.