اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

مطابع النبراس من نيران الحريق إلى حق مسلوب

 

بقلم/ محمد علي تموز الشعبي

في أغسطس 2024، اشتعلت النيران في مطابع النبراس بعدن، وأحرقت معها خمسة أرواح عمالية كادحة، كانت تسعى لقوتها بعرق الجبين. أربعة من أبناء منطقة الصبيحة، والخامس من منطقة الأحكوم، سقطوا شهداء في محرقة لا تزال تفاصيلها غامضة ومسكوت عنها.

لكن الجريمة لم تتوقف عند الحريق، فمن نيران اللهب، خرجت مؤامرة باردة، استهدفت ما تبقّى من العمال، عبر سلسلة من المماطلات والتجاهل، وصولًا إلى محاولات واضحة لطمس حقوقهم المشروعة.

لم تصدر إدارة المطبعة انذاك أي قرار رسمي بشأن وضعهم وانما اكتفت ببضع فتات مالي لا يسد رمق أسرة.

بل كان هناك تجاهل كامل لمطالبات العمال، وهذا ما حدث بعد قطع المصروف الهزيل بعد سته اشهر منذ سبتمبر 2024 من العام الماضي الى يناير 2025.

هنا الكارثة : توقف الصرف الاسبوعي دون سابق إنذار وقطعها نهائيا ومن ثم تلاها كشوفات مستحقات هزيلة بعد مطالبات عماليه لحقوقهم ، والتي لا تليق بسنوات طويلة من الجهد والبذل ومع ذلك كان يفترض ان تصرف رواتبهم كامله وحقوقهم دون نقصان.

وعند احتجاجّ العمال مرة اخرى أعيد تقديم كشف جديد يُخصم فيه ما صُرف لهم بعد الحريق، في سابقة خطيرة تضرب كل الأعراف العمالية عرض الحائط .

هنا نتسائل أين دور النقابة؟ أين وزارة العمل؟ أين صوت الضمير؟

هذه ليست مجرد قصة عمال فقدوا وظائفهم هذه قضية عدالة، وتحدٍ صارخ لكل قوانين العمل والحقوق.

اذا نحن عمال مطابع النبراس نحمّل إدارة مطابع النبراس كامل المسؤولية، ونطالب بتدخل فوري من الجهات المختصة، وعلى رأسها النقابات والجهات العمالية والمنظمات ، لوقف هذا العبث، وصرف مستحقات العمال كاملة غير منقوصة لأن كرامة العامل خط أحمر ولأن السكوت اليوم، هو تمهيد لحريق جديد قد يلتهم المزيد من الحقوق.

زر الذهاب إلى الأعلى