حافظ الشجيفي يفسر “إشكالية التمثيل القبلي في حضرموت: بين الأعراف الاجتماعية والمطالب السياسية”

حافظ الشجيفي
تعد القبائل في بلادنا أساسًا مهمًا لتنظبم الحياة الاجتماعية، بعيدا عن ممارسة السياسة والمشاركة في الشأن العام. وعلى الرغم من إمكانية اتحاد مجموعة من القبائل تحت راية واحدة أو قيادة مشتركة، إلا أن هذا التجمع لا يعكس إرادة الشعب ولا يمثل الجماهير من الناحية السياسية والوطنية. فمسار القبيلة يختلف بشكل جوهري عن مسار السياسة، ووظيفة القبيلة تختلف كليا عن وظيفة الدولة وسلطاتها. كما أن القوانين والأعراف القبلية لا تتماشى مع القوانين التي تحكم الدولة والشعب.
وفي هذا السياق، يُطرح تساؤل حول دور الشيخ القبلي بن حبريش، الذي نصب نفسه وصيًا على أبناء حضرموت وممثلًا سياسيًا لهم. باعتباره شيخ قبيلة ورئيس حلف قبائل حضرموت، إلا أن التاريخ يشير إلى أن مشايخ القبائل في بلادنا لا يعبرون عادة عن إرادة قبائلهم من خلال انتخابات، بل غالبًا ما يفرضون أنفسهم من خلال المال او القوة او عن طريق الوراثة.
ورغم وجود حلف قبائل حضرموت، إلا انه لا يمكن أن يكون مُمثلًا سياسيًا أو وطنيًا لأبناء حضرموت. اذ ان مثل هذا الحلف يعتبر إطارًا اجتماعيًا لتمثيل القبائل أمام الدولة وسلطاتها، وليس بديلاً عنها. ولو كانت هذه الوضعية مقبولة، فإنه يفترض وفقا لنهج بن حبريش أن حلف قبائل الجنوب، هو الذي يمثّل الجنوبيين بدلاً من المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي حصل على تفويض شعبي لتمثّيل أبناء الجنوب، بمن فيهم أبناء حضرموت انفسهم.
لذلك ينبغي على بن حبريش الا يتجاوز وظائفه ومسئولياته الاجتماعية ويلتزم بحدوده القبلية كشيخ لا علاقة له بميادين السياسية والتمثيل الوطني.