الذكاء الاصطناعي بين الإبداع والانتهاك: حين تتحول التقنية إلى أداة تشهير

خاص / النقابي الجنوبي
لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية متقدمة في مختبرات الشركات الكبرى، بل أصبح في متناول الجميع، حتى أولئك الذين لا يملكون أدنى خبرة تقنية. أدوات تعديل الصور، التي كانت يومًا ما حكرًا على المحترفين، باتت اليوم متاحة بضغطة زر، وتنتج صورًا مزيفة يصعب تمييزها عن الحقيقة.
لكن هذا التطور المذهل يحمل وجهًا مظلمًا. ففي اليمن، نشهد تزايدًا مقلقًا في استخدام هذه الأدوات بشكل مسيء، خصوصًا ضد النساء. يتم التلاعب بصور الناشطات والفنانات وحتى الفتيات العاديات، بهدف التشهير أو الابتزاز أو النيل من سمعتهن. هذه الممارسات لا تعكس فقط انحدارًا أخلاقيًا، بل تكشف هشاشة الوعي المجتمعي تجاه الخصوصية والكرامة الإنسانية.
ما يحدث ليس مجرد “استخدام خاطئ للتقنية”، بل هو انتهاك صارخ يستدعي وقفة جادة. نحتاج إلى قوانين واضحة ورادعة، تُجرّم التلاعب الرقمي المسيء، وتُحاسب كل من يستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة للفضيحة أو التشهير. كما نحتاج إلى حملات توعية تُعيد تعريف الأخلاق الرقمية، وتُرسّخ ثقافة الاحترام في الفضاء الإلكتروني.
التقنية ليست عدوًا، لكنها تصبح كذلك حين تُستخدم بلا ضمير. والذكاء الحقيقي ليس في صنع الصور، بل في صون الكرامة.