باي ثمن تباع الأوطان..شبكتهم وخونتهم إلى مزبلة التاريخ؟

روعة جمال
لم يكن الإعلام اليمني البغيض أكثر حدة هجوما على الجنوبيين مثلما عملاء وخونة ومرتزقة وطننا ربما انه يعتمد على من ينوب عنه.. لكنه ايضا متورط بدعم وتجييش ودفع الملايين لمن يبيع جنوبيته، أرضه، هويته، وإخوته. فلا أعلم بأي ثمن تُباع الأوطان والأهل، وكم دفعوا لكم لتتركوا عائلتكم ووطنكم وقضيتكم. هل هناك شيء يستحق أن يجعلكم تبيعون وطنكم؟
في الشمال، ركزت الكتابة على الجنوب. من سيكتب، من سيكذب، ومن سيكشف لهم بعض الأمور الداخلية في الجنوب العربي ليجعلوا منها قصة لوسائل إعلامهم الناطقة باسم جنوبنا. كان المراسل الجنوبي والمتحدث الجنوبي والضيف الجنوبي، وهكذا يضربون رأس الجنوبي برأس جنوبي آخر، وهم بعيدون عنا ولا دخل لهم أبداً. تلك السياسة قد عمل بها عفاش قبل هلاكه، وجميع الشماليين اليوم يستخدمون نفس تلك السياسة الرعناء.
لقد شكل الإعلام الشمالي شبكة واختاروا فريقًا من ذوي المهارات، فكانوا يختارون بعض الجنوبيين الذين لا تهمهم حرية ولا كرامة، واستفادوا من بعض الخلافات البينية. هنا أسسوا شبكة من أكبر الصحفيين في الشمال، ومهمة تلك الشبكة رصد الأخبار وكتابتها وصياغتها، ثم تقديمها لذلك الجنوبي الذي تم اختياره من الذين باعوا الأرض والعرض. وهكذا اهتم الشمال بالإعلام، بأن جعل أمامنا إعلامًا معاديًا من نفس أبناء جلدتنا، وأقام له المواقع والشبكات والصحف، ودفع الملايين لزعزعة الجنوب وزرع الخلافات بيننا، وتكبير النزعة المناطقية، وبناء فجوة لتفريقنا وتشتتنا.
ومن هنا، أود أن أقدم نصيحتي لكل إخواننا الجنوبيين الذين انخرطوا في هذا الملف والشبكة التي أعدت لمحاربة الجنوب. أقول لهم إن الوطن باقي ومنتصر، وأنتم زائلون. وما من خائن في أصقاع الأرض مصيره إلا مزبلة التاريخ، ولن تقوم له قائمة. سيخسر أرضه، لأن الوطن لن تقبل على أرضها الطاهرة.
عليكم أن تختاروا بين الوطن ومزبلة التاريخ. فلا خيار آخر أمامكم، يامن تقفون في صف الأعداء. فما تكتبونه سيبقى، ولن تمحوه حسرات الندم ولا الاعتذارات أو العودة إلى الوطن بعد أن خسرتم المعركة. فلا مكان لكم في أرض الرجال الذين كانوا فرسانها يصولون ويجولون، وأنتم كنتم في صف الارتزاق. الوقت ينفد، وآن للحق أن يظهر ويبزغ نوره.