هاني السعدي اليافعي يكتب للنقابي الجنوبي :ما بين التقاسم والإقتسام

لطالما حاولنا جميعاً تناسي أو تجاهل حقيقة موالاة جزءٌ عزيزٌ ومهم من بعض ابناء الجنوب للطرف الآخر .. وفي ذلك تعددت الأسباب والمبررات ما بين من يظن انه سيفقد راتب أو منصب مغري كان يحصل عليه منهم .. وبين من يستدعي البُعد المناطقي ليُرضي وسواسه الداخلي في معاداته ابناء شعبه … وهو الأمر الذي أخّر حسم الأمور لصالح الوطن .. ويبدو انه لم يعد هناك بُدْ من مصارحة المغرر به منهم فنقول:

 

اخي الجنوبي/اختي الجنوبية ..

يوجد في بلدكم الجنوب من الثروات والخيرات ما لو تم استخلاصه من أيدي اللصوص الجاثمين عليه من سنين لتضاعفت دخولكم الشهرية إلى الضعف أو ربما أكثر .. بل أزيد على ذلك فأقول لأصبحنا من الدول المانحة للمساعدات بدلاً من ان يستجدوها أولئك بإسمكم انتم (أيها الشعب الغني)

يوجد في بلدكم الجنوب من الفرص والمزايا والوظائف ما لو أُحْسِن إدارته بكم لدارت عجلة التنمية في بلدكم لكم ولأبنائكم وربما لمن تخدمونهم انتم اليوم بوقوفكم معهم بغباء أو لأبنائهم لاحقاً

 

استدركوا ما فات .. وانضموا إلى شعبكم في رحلته لاستعادة مجده وثروته .. ما ترونه من آلام اليوم .. هي آلام ولادة الجنوب الجديد .. فالجنوب – بإذن الله – قادم لا محالة .. وماهي إلا محاولات العاجز لتأخير الحسم .. فاحجزوا لأنفسكم في حضن وطنكم موضع .. واعلموا ان الخير كثير .. ونصر الجنوب ليس نصراً لقبيلة ضد قبيلة ولا جماعة ضد أخرى .. نصر الجنوب هو لكل الشعب الجنوبي وعفا الله عما سلف.

 

وتذكروا ..ان تقاسمنا لقمة العيش شبعنا جميعاً ..وإن قسّمنا العدو بحيله وأكاذيبه جعنا جميعاً  لا قدر الله

دمتم في خير وطاعة