اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
تحقيقات

قسم الحاسوب بكلية الضالع الجامعيةيعلق الدراسة كخطوة احتجاجية ضد التهميش والوعود المفقودة (تقرير)

النقابي الجنوبي /خاص

في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، قرر أعضاء الهيئة التدريسية لقسم الحاسوب في كلية الضالع الجامعية تعليق الدراسة في القسم ابتداءً من يوم السبت 18 يناير 2025، وذلك احتجاجًا على عدم تنفيذ جامعة عدن لقرارات أكاديمية وقانونية تؤكد حقهم في الحصول على وظائف حكومية ضمن خطة التوظيف الخاصة بكلية التربية الضالع. حيث جاء هذا القرار بعد مرور أكثر من عشرة أعوام من تدريسهم في القسم دون أن يتمتعوا بأي حقوق وظيفية أو مالية، وهو ما يعتبر بمثابة تهميش صارخ من قبل إدارة الجامعة.

خلفية الأزمة:
القرار الذي اتخذته الهيئة التدريسية في قسم الحاسوب جاء بعد أن فشلت جامعة عدن في تنفيذ قرارات مجلس الكلية، والتي أقرها المجلس الأكاديمي لكلية التربية في دورات سابقة، سواء تلك التي عقدت في أبريل 2022 أو في شهري يوليو وأغسطس 2023. هذه القرارات التي كانت تهدف إلى منح الأولوية لأعضاء هيئة تدريس قسم الحاسوب في الوظائف التي تم تخصيصها لكلية التربية الضالع، بناءً على توصيات من رئاسة الجامعة.
ورغم الجهود المبذولة من قبل الهيئة التدريسية في تطوير القسم، بما في ذلك استحداث برنامج شهادة البكالوريوس في الحاسوب ودراسة تأسيس قسم الشبكات، إلا أن الظروف المعيشية والوظيفية لأعضاء الهيئة التدريسية لم تتحسن. يشار إلى أن جميع أعضاء الهيئة التدريسية في قسم الحاسوب لم يتقاضوا أجورًا منذ أكثر من عشر سنوات، ما يعكس حالة من الإهمال المستمر بحقهم.

الأسباب وراء تعليق الدراسة:
أسباب تعليق الدراسة في قسم الحاسوب تتعدى إجراءات التأخر في التوظيف. فالقسم، الذي يعد من التخصصات الحديثة والمتطورة في كلية التربية الضالع، يعتمد بشكل أساسي على جهود أعضاء الهيئة التدريسية الذين يعملون دون أي حوافز مالية. بالإضافة إلى ذلك، فإن عزوف الطلبة عن الالتحاق ببقية الأقسام في الكلية يجعل من قسم الحاسوب الخيار الأكثر جذبًا، ما يضع ضغوطًا إضافية على أعضاء الهيئة التدريسية الذين يُطالبون بتحقيق العدالة في توزيع الوظائف.

المناشدة للمسؤولين:
في ظل هذه الأزمة، وجه أعضاء الهيئة التدريسية لقسم الحاسوب نداءً عاجلًا إلى عمادة الكلية والمجلس الأكاديمي للجامعة، مطالبين بتنفيذ ما تم إقراره في اجتماعات المجلس السابقة وتنفيذ توجيهات رئاسة الجامعة. كما دعوا السلطة المحلية في محافظة الضالع، ممثلةً في المحافظ وقيادة المجلس الانتقالي، إلى الوقوف بجانبهم في مطالبتهم بحقوقهم الوظيفية التي طالما انتظروها.

يأتي القرار في وقت حرج بالنسبة للكلية بشكل عام، اذ أن قسم الحاسوب يعد أحد الأقسام الأساسية التي لا يزال يقصدها العديد من الطلبة، مما يفرض ضرورة إيجاد حل جذري للأزمة لتجنب تعطيل العملية التعليمية بشكل أكبر.

الخطوات المستقبلية:

حتى يتم استكمال إجراءات توظيف أعضاء هيئة التدريس في قسم الحاسوب، أعلن أعضاء الهيئة التدريسية أنهم لن يقبلوا بأي حلول جزئية أو مرحلية. الدراسة ستظل معلقة، والضغط سيستمر على المعنيين بتنفيذ الإجراءات المطلوبة لإنصافهم.

واعتبرت الخطوة التي اتخذها أعضاء هيئة التدريس في قسم الحاسوب إنذارًا قويًا لجميع الأطراف المعنية بضرورة الوفاء بالوعود والقرارات المتخذة، وتأكيدًا على أن أي تأخير في تلبية مطالبهم سينعكس سلبًا على استمرارية العملية التعليمية في الكلية وعلى مستقبل الطلاب الذين يعتمدون على هذا القسم لتحقيق طموحاتهم العلمية والمهنية.

الخلاصة:
ما يحدث في قسم الحاسوب بكلية الضالع الجامعية هو مثال حي لما يعانيه العديد من الأكاديميين في الجامعات اليمنية من تهميش وعدم تقدير، رغم ما يبذلونه من جهد لتحقيق التفوق الأكاديمي وتطوير العملية التعليمية. على الجهات المعنية في جامعة عدن ووزارة التعليم العالي والمجتمع المحلي التحرك سريعًا لحل هذه الأزمة، وإعادة الأمور إلى نصابها، حفاظًا على سمعة الكلية ومستقبل الطلاب

زر الذهاب إلى الأعلى