اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

احمد الخضر: اللواء شلال شائع.. قائد معركة تطهير عدن صخرة صمود في وجه الإرهاب

 

احمد الخضر

في سماءِ عدن، حيث تتلاطم أمواجُ البحرِ بذكريات الماضي، وحيث تتشابكُ خيوطُ الأملِ مع خيوطِ التحدي، يبرزُ اسمٌ كالنجمِ الساطعِ في ليلٍ دامس، اسمٌ نُقش على صفحاتِ التاريخِ بأحرفٍ من نور، إنَّه اللواءُ الركنُ شلال علي شائع.

في السابع عشر من يناير 2016، اهتزَّت أرجاءُ عدن على وقعِ انفجارٍ مُدوٍّ، انفجارٌ أراد أن يغتال رمزًا من رموزِ الصمود، وقائدًا من قادةِ النضال الجنوبي. سيارة مفخخة يقودها خائن جبان، استهدفت منزل اللواء شلال في محاولةٍ يائسةٍ لإخمادِ جذوة العزيمةِ التي تتقد في قلبه. لكن هيهات! فالإرهابُ ظنَّ أن بإمكانه أن يُطفئَ نورًا سطع ليضيءَ دروبَ الآمنين، لكنَّه واجه صخرةً صماء، صخرةً اسمها شلال شائع.

ثمانيةٌ من أبطالِ حراسته استشهدوا، ومعهم عددٌ من المدنيين الأبرياء، بينهم أطفال، ارتقت أرواحُهم إلى بارئها. دماءُ الشهداء روت أرضَ الوطن، لكنَّ القائدَ شلال شائع بقي شامخًا كالجبلِ الأشمِّ في وجهِ العاصفة. لم تزده هذه المحاولةُ الغادرةُ إلا إصرارًا وعزيمةً، فنهض من بين الركام كطائرِ الفينيق، ليقود معركةً ضروسًا ضد قوى الظلام.

“شلال شائع… اسمٌ تردد صداه في أرجاء عدن، كصوتِ الحق المدويِّ في وجهِ الباطل. رجلٌ من طرازٍ فريد، صقلتهُ المِحن، وزادتهُ التحدياتُ قوةً وصلابةً. لم يعرفِ التراجعُ إلى قلبهِ سبيلًا، ولم يَلِنْ عزمهُ أمامَ الصعابِ.”

سبعُ محاولاتِ اغتيالٍ آثمةٍ استهدفتْهُ، لكنَّها باءت بالفشلِ الذريع، فتحطمت على صخرةِ صموده، وتبددت أمام إيمانه الراسخ بعدالة قضيته. ففي زمنٍ عصيب، حيث انتشرت خلايا الإرهاب كالأشباح في أزقة مدينة عدن، وحيث تحولت السيارات المفخخة إلى أدوات قتل رخيصة، وحيث سقط الشهداء تباعا، وقف شلال شائع كالسد المنيع في وجه هذا الطوفان الأسود.

“في ليل الإرهاب الحالك، كان شلال شائع شعلة تضيء الدرب، ونبراسا يهدي الحائرين، وصوتا يزلزل عروش الظالمين.”

قاد معركة تطهير عدن من الإرهاب ببسالة وشجاعة لا مثيل لهما، فدك أوكار الإرهابيين، وفكك شبكاتهم، وقضى على رؤوس الفتنة والتطرف. لم يهدأ له بال حتى عادت عدن تنعم بالأمن والاستقرار، وحتى عادت الابتسامة ترتسم على شفاه أبنائها.

خلال سنوات هذه المعركة الشرسة ضد الإرهاب، قدم اللواء شلال تضحيات جسيمة، حيث ارتقى أكثر من 500 شهيد من أفراده ومرافقيه ومن أهله وأقربائه. شهداء سطروا بدمائهم الزكية أروع ملاحم البطولة والفداء، دماء طاهرة روت أرض الجنوب، وقودا لمعركة الانتصار على الإرهاب، وشاهدا على عظمة هذا القائد الذي لم يتردد في بذل الغالي والنفيس من أجل وطنه وشعبه.

لم يقتصر دور اللواء شلال شائع على القيادة العسكرية والأمنية فحسب، بل امتد ليشمل جهودا مكثفة في اقتلاع جذور الإرهاب، وتفكيك شبكاته، وتدمير أوكاره. فقد قاد عمليات أمنية دقيقة استهدفت مراكز تصنيع السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، وأسفرت عن القضاء على قادة بارزين في تنظيمي القاعدة وداعش، منهم أمير تنظيم داعش في ولاية عدن أبين الإسلامية.

اليوم، وبعد تسع سنوات من الصمود الأسطوري، لا يزال اللواء شلال شائع في طليعة المعركة، يقود جهاز مكافحة الإرهاب، مصمما على اجتثاث الإرهاب من جذوره، ليرسخ الأمن والاستقرار في كل ربوع الوطن، وليبقى رمزا للبطولة والفداء، وسيرة عطرة تروى للأجيال القادمة. فقد أثبت للعالم أن إرادة الرجال أقوى من قنابل الإرهاب، وأن النصر حليف من يصمم على تحقيقه.

زر الذهاب إلى الأعلى