افعلها يا (عيدروس ) وخلصنا

كتب/ جلال باشافعي
افعلها يا عيدروس وخلّصنا، فقد بلغ الصبر منتهاه ولم يعد هناك مجال للمزيد من الانتظار.
القائد الرمز عيدروس قاسم الزبيدي، عشر سنوات وأنت تناضل بحكمة وصبر عبر الطرق السلمية، لكن هذا القوم لا يفهم سوى لغة القوة ولا يستجيب إلا لمن يفرض إرادته. لقد أمعنوا في استغلال أرض الجنوب ونهب ثرواته، وأثقلوا كاهل شعبه بالظلم والقهر.
معاناة الجنوبيين لم تعد خافية على أحد؛ أسرٌ فقدت معيلها، وأمهات يكتوين بحرقة الفقد على أبنائهن، وأيتام نشؤوا دون آباء بسبب ظلم المحتلين، وأرامل فقدن السند والحماية. كم من شهيدٍ روى بدمائه أرض الجنوب، وكم من جريح تركت إصابته جرحًا عميقًا في ذاكرة الوطن!
إن تضحيات شعب الجنوب وصموده أمام كل هذه المعاناة تستدعي قرارًا حاسمًا يُعيد لهذه الأرض كرامتها ويضع حدًا لهذه الجرائم المستمرة. حان الوقت لتغيير قواعد اللعبة، فهؤلاء لا يعرفون سوى لغة القوة، ولا يحترمون إلا من يفرض هيبته عليهم.
وإن فرضتها بالقوة، فما الذي يمكن أن يحدث أسوأ مما نعانيه كل يوم من قهر وظلم وتجويع؟! نحن شعبٌ أُثقلنا بالمعاناة، فلم يبقَ لدينا ما نخسره. لقد تجاوزت جرائم المحتلين كل الحدود، واستمرأوا نهب ثرواتنا وتجويع أطفالنا، وتدمير مستقبلنا.
أليس القهر الذي نعانيه اليوم أشد من أي ثمن قد ندفعه لتحقيق استقلالنا؟ أليس التجويع الممنهج، والظلم المتواصل، والإذلال الذي نعيشه يوميًا أسوأ من أي تحدٍّ قد نواجهه لاستعادة حقوقنا؟
يا عيدروس، الجنوب بأكمله يقف خلفك، رجالًا ونساءً، شيوخًا وشبابًا، ينتظرون لحظة الخلاص. أنت القائد الذي راهن عليه الجميع، وأملهم الوحيد لتحقيق الحرية والاستقلال.
افعلها، وكن صوت الجنوب وذراعه القوية. لقد حانت اللحظة، وأصبح القرار بيدك. الأرض والدماء والتضحيات كلها تناديك.
جلال باشافعي
الاتحاد العام لنقابات الجنوبيه