اوسان مطهر يكتب ..الجنوب خط أحمر

اوسان مطهر

قد يقول البعض: لماذا اخترت هذا العنوان للمقال؟ بالطبع، بكل تأكيد وبكل فخر، سأقول له: الجنوب خط أحمر. ليس مجرد عنوان أو كلمات تقال، بل هو الحقيقة التي لا يمكن لأي أحد تجاهلها، وهي مشاعر وأفكار تترسخ في قلب كل جنوبي أصيل. الجنوب ليس مجرد قطعة من الأرض أو مناطق جغرافية، بل هو كيان، هو تاريخ، هو هوية متجذرة في كل زاوية من الجنوب اليمني.

الوطن غالي لمن يعرف قيمته

الوطن هو أغلى ما يمتلكه الإنسان، هو الحلم الذي يسعى الجميع لتحقيقه، هو الروح التي ينبض بها الجسد. ولكن، الوطن لا يقدره إلا من يعرف قيمته، من يقدّر تضحيات الشهداء الذين دفعوا حياتهم من أجل حمايته. إن الجنوب، بكل ما يواجهه من تحديات وصراعات، يظل خطًا أحمر لا يمكن لأي أحد تجاوزه. الجنوب هو قصة صمود وتحدٍ في وجه المصاعب، وهو رمز للحرية والاستقلال.

منذ الأزل، قدم الجنوب اليمني العديد من التضحيات، وقاوم في سبيل حقه في العيش بكرامة. وهذه التضحيات هي التي جعلت منه رمزًا لا يمكن المساس به أو التفريط فيه. فالأرض الجنوبية تحمل في طياتها إرثًا عميقًا من المقاومة، والكرامة، والتاريخ الذي لا يمكن أن يُمحى أو يُنكر.

الجنوب في قلب المعركة

في عام 2024، لا يمكن لأحد أن يتجاهل دور الجنوب في مجريات الأحداث السياسية والعسكرية في اليمن. فجنوب اليمن بات اليوم نقطة محورية، وهو في قلب المعركة السياسية والاقتصادية. إن التدخلات الخارجية والصراعات الداخلية التي تشهدها البلاد جعلت من الجنوب نقطة توازن لا يمكن الاستهانة بها.

لكن تظل الحقيقة الأساسية أن الجنوب لا يُباع ولا يُشترى. لا يمكن لأحد أن يمس سيادته أو يحاول فرض سياسة معينة عليه، فالجنوب هو “خط أحمر” لا يقبل التعدي. وفي ظل هذه الظروف، يبقى المواطن الجنوبي هو الحامي الأول لأرضه وعرضه، وهو القادر على صنع التغيير المستقبلي.

خلاصة القول

الجنوب هو تاريخ وحضارة، هو شرف وكرامة، هو ماضٍ وحاضرٍ وحلمٍ بالمستقبل الأفضل. وهو ليس مجرد أرض، بل هو هوية وأمة بأسرها. لذلك، عندما نقول “الجنوب خط أحمر”، فإننا نتحدث عن حقٍ لا يمكن التنازل عنه، عن كرامة لا يمكن المساس بها، وعن شعب يستحق الحياة بسلام وأمان بعيدًا عن أي محاولات للتفرقة أو السيطرة. الجنوب سيظل دائمًا، مهما كانت التحديات، خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.