اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

من أمِن العقوبة أساءَ الأدب

مقال لرشا فريد

في خضم كل المهاترات السياسية والحرب الدائرة رحاها حاليا نجد فئة من الجنوبيين انتهزت الفرصة للفيد والتفيّد, وفي

ظل عدم وجود قانون مفعل او مؤسسات دولة يعتد بها للوقوف على تلك التجاوزات الغير مقبولة التي جعلت فئة من

الناس يتسابقون على السلب والنهب ,ونتيجة لحالة الفقر التي ادخل فيها الجنوبيون عمدا لإشاحة نظرهم عن القضية

الأساسية التي يطالبون بها والدولة العادلة التي يجب ان تدار بأيدي أبنائها من المخلصين والوطنيين نجد ان مستوى

الوعي بالملكية العامة والخاصة اصبح معدوما لدى الكثيرين من أبناء الوطن وبدأت بوادر الانسلاخ المجتمعي في الظهور

,فالموضوع عندهم اصبح أرباح وارصدة في البنوك واراضي عقارات وللأسف فان صوت العقل قد غيّب تماما ليصدح

بدلا عنه صوت الرصاص والبنادق .

مناطق محررة ..او كما يريدون اقناعنا انها محررة ,لا يستلم المواطنون فيها مرتباتهم إلا بطلوع الأنفس ,وهي أصلا لا

تكفيهم حتى لشراء كيس من الأرز أو علبة من الدواء !

حالة اجتماعية واقتصادية متردية خلقت عمدا لتفكيك المجتمع أخلاقيا وقيميا ليتسنى توجيهه فكريا حيث أرادوا ,ظلم

واضطهاد تمارسه حكومة الشرعية ضد المواطنين في الجنوب .. فلا رواتب ولا وظائف ولا خدمات ولا بنى تحتية وفساد

منقطع النظير, وحرب جديدة موجهة ضده عسكريا واقتصاديا إضافة لحرب التركيع القديمة التي لازالت موجهة ضد

المواطنين من الانقطاع الدائم للكهرباء والمياه ورحلة البحث الشاقة عن الرواتب للمتقاعدين.

أداء غير صحيح لحكومة مفرغة من محتواها ,متنصلة من مسؤوليتها في نفض غبار الحرب عن الوطن..

فأين تلك الإيرادات وأين المبالغ التي تصل إلى البنك المركزي في عدن شهريا؟ والتي يجب ان يتم استخدامها لإعادة بناء

البنى التحتية للمدن المحررة وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين ,بل بدلا من ذلك تذهب تلك الايرادات لبنوك مأرب

وصنعاء وسويسرا ! والمؤسف حقا كمية اللامبالاة من شعب لا يعرف غريمه ,الذي لم يكفه تكدير حياته وتخريب معيشته

بل هناك من يتطاول على مستقبله ليمعن في تدميره بأساليب مختلفة ومتنوعة لا يتسع المجال هنا لذكرها ..

حكومة أمنت أن يتم عقابها أو حتى مساءلتها فأساءت أدبها وتعدت الخطوط الحمر ,يا حاكمين بالله عليكم الشعب لا يريد

إلا ان يعيش بسلام وأمن وأمان ..فإذا تماديتم في غيكم هذا فستقتلعون من جذوركم وسيثور الشعب الجائع ليلتهمكم ..فلا

مال ولا جاه ولا مناصب ستنفعك ,خافوا من حساب الله وعقابه في الآخرة واعلموا أن الشعب أمانة في أعناقكم ..وسيكون

العقاب من جنس العمل …وإن غداً لناظره قريب..

زر الذهاب إلى الأعلى