اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

“من الأخطر.. السارق أم الفاسد؟

كتب/جلال باشافعي

السارق يسرق المال أو الممتلكات ويؤذي أفراداً أو مجموعات صغيرة، ولكن الفاسد يسرق الوطن بأسره. السارق يقوم بجريمة فردية قد تكون واضحة ويمكن اكتشافها ومحاسبته عليها، بينما الفاسد ينهب الثروات العامة ويستغل منصبه لتحقيق مكاسب شخصية، مدمراً المؤسسات والأنظمة التي يقوم عليها المجتمع.

الفرق بين السارق والفاسد يكمن في عمق التأثير، فالسارق يسرق المال، أما الفاسد فيسرق الأمل والمستقبل. السارق قد يضر شخصاً واحداً، أما الفاسد فيضر أجيالاً ويعطل التقدم ويعزز الفقر والبطالة.

في حين أن السارق يمكن أن يُكتشف ويُعاقب، فإن الفاسد غالباً ما يظل محمياً بنفوذه، مما يجعله أقوى وأكثر تهديداً. الفساد الحكومي لا يقتصر على نهب المال فقط، بل يمتد إلى إفساد القيم، وتحطيم الثقة بين الشعب والدولة، وتعطيل أي محاولة للتقدم أو الإصلاح.

إذا كان السارق يسرق المال، فإن الفاسد يسرق الوطن كله. الفاسد أخطر وأشد ضرراً لأنه ليس مجرد لص، بل هو عدو يفتك بكل ما يعوقه من تقدم أو إصلاح.”

جلال باشافعي
الاتحاد العام لنقابات الجنوبيه

زر الذهاب إلى الأعلى