مشروع “جمهرة نقاش” حول دور الفنانين الجنوبيين في كيفية استعادة الهوية الفنية الجنوبية

محمد السوداني
الجنوب العربي ومن ماضيات الزمن، شمس ساطعة قوية تنشر بخيوط أشعتها الذهبية الدافئة، انوارا تحمل ألوانا زاهية من الفنون التراثية ذات الثقافة الحضارية الإنسانية العريقة، ونتيجة للإرث الفني الكبير والذي تكتنزه هذه الثقافة الجنوبية، فقد حازت مختلف فنونها الإبداعية على شهرة واسعة اتخطت المحلية نحو الإقليمية فالعالمية، ومن أهم تلك الفنون نذكر وعلى سبيل المثال : فنون (حضرموت، لحج، يافع، وعدن) وهي التي سجلها التاريخ وعندها كهوية جنوبية، حتى استحقت في أن تكون ضمن قائمة فنون التراث العالمي، والتي شملت على :
-فن الموسيقى والغناء – والتي تحتوي ايضا على (الاهازيج والدان والزوامل).
-فن الأداء الحركي الراقص.
-فن مشغولات الحرف اليدوية.
-فن الحكاوي الشفهية.
-فن العادات والتقاليد.
وهي الفنون التي عرفت علميا بتسمياتها الفلكلورية التالية :
-الفلكلور الحركي – الفلكلور المادي – الفلكلور الشفهي.
ثم وبعد حين ظهر فن التمثيل المسرحي كإضافة إيجابية، اضفت على الفنون الجنوبية رونقا بهيا ازدادت به تألقا مشهودا في كل المحافل، وأنه ومن خلال ماورد، وفي فترة محدودة من الزمن المعاصر، وتحديدا الفترة الزمنية الممتدة من الستينيات وحتى أواخر ثمانينات القرن الماضي.
عمل الكثيرون ومن خلال المحاولات الجادة على إحلال حالات التآلف الثقافي بالتقريب والمزج والتجانس فيما بين فنون الموروث الجنوبي وفنون الموروث اليمني، وذلك من أجل إثبات واحدية الفنون الجنوبية والشمالية (تحت مظلة تسمية الشطرين)، وخلال فترة الوحدة المشؤومة فقد نجح اولئك الجنوشماليون في محاولاتهم تلك، وساعدهم في هذا الأمر مجموعة من الفنانين الجنوبيين والذين عملوا ذلك تعاطفا محاطا بحسن النوايا، دون أن يركزوا وينتبهوا إلى نظرائهم الفنانين اليمنيين والذين لم يحذوا حذوهم في هذا الأمر!
ظهر ذلك جليا من خلال عدم تبنيهم لمثل ماقامت وتقوم به مجموعة الفنانين الجنوبيين في هذا الشأن، وتشهد الشواهد بأن الفنانين اليمنيين وخلال الفترتين لم يسهمو ولم يبادروا وحتى ولو بالاشارة إلى هذا الموضوع وكأنهم مبرمجون من قبل سلطاتهم، وفي هذا السياق رأينا مجموعة الفنانون الجنوبيون وهم يعملون بوتيرة عالية لتنفيذ اهداف السياسيين الجنوشماليون والمتعلقة بهذا الخصوص، مندفعين بذلك من طيبتهم وحسن أخلاقهم الفنية العالية، ونتيجة لما جرى هانحن اليوم ومن خلال مشروع (جمهرة نقاش) نحاول وبجدية معالجة واستئصال هذا الوجع الذي الم بفنونا، والعمل على استعادة الهوية الفنية الجنوبية، ومن أجل ذلك فقد ارتأينا في أن نفتح نقاش شامل وبشفافية متناهية، بحيث يرتكز على النقاط الأساسية التالية : (ومع إمكانية الإضافة أو غيرها) وهي :-
1/كيفية تأسيس وتشكيل مركز وطني لتوثيق وارشفة الفنون الجنوبية.
2/كيفية العمل على تحديد ومعرفة الوجع ومعالجته لاستعادة هوية الفنون الجنوبية.
3/مناقشة الأسباب التي أدت إلى عملية التقريب والمزج فيما بين الفنون الجنوبية واليمنية واشهار واحديتها.
4/مناقشة الأسباب التي أدت إلى عدم تناول الفنانين اليمنيين للفنون الجنوبية خلال تلك الفترتين.
وبهكذا مشروع سنتمكن من الإسهام لما فيه خير وصلاح الفنون الوطنية الجنوبية.