اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
تحقيقات

التبغ والشمه والفوفل والتمبل.. الطاعون الصامت في الجنوب

النقابي الجنوبي/ بسمة نصر

على الرغم من التطور النسبي الذي يشهده الجنوب في مجالات الأمن والتعليم والاقتصاد، إلا أن هناك خطرا صامتا يتسلل إلى المجتمع يوميا ويقتل بصمت: التبغ ومشتقاته، والفوفل، والشمه، والتمبل.

هذه المواد ليست مخدرات بالمعنى القانوني الصارم، لكنها تسبب إدمانا شديدا وأمراضا مزمنة تؤثر على الأطفال والمراهقين قبل البالغين. للأسف، تبقى هذه الظاهرة شبه مهملة، بينما يلهث المجتمع وراء الإنجازات الاقتصادية والأمنية.

التبغ والسجائر

رغم أن علبة السجائر تحمل تحذيرات صحية واضحة مثل: “التدخين يسبب السرطان وأمراض القلب”، إلا أن الكثير من الناس يستهلكونها يوميا. التبغ الصناعي في السجائر يحتوي على:
• نيكوتين: المادة التي تسبب الإدمان بسرعة.

• قطران: يسبب سرطان الرئة والفم.

• أول أكسيد الكربون: يقلل قدرة الدم على حمل الأكسجين.

تسبب السجائر أمراض القلب، السكتات الدماغية، والسرطانات بأنواعها، لكنها للأسف ما زالت جزءً من العادات الاجتماعية في الشوارع والأسواق.

التمبل

التمبل، المعروف محليًا في الجنوب، عبارة عن أوراق تبغ مجففة يلفها الناس ويستنشقونها. أكثرها شيوعًا مصنوع من:
• تبغ بلدي مجفف.

• مواد كيميائية حافظة لتقوية النكهة.

• أحيانا إضافات من الفواكه أو النكهات الصناعية لجذب الشباب.

التمبل ليس مجرد ترف اجتماعي، بل يسبب الإدمان بسرعة ويؤدي إلى أمراض القلب، الفم، واللثة، وأحيانا تهيج شديد في الشعب الهوائية.

الفوفل

الفوفل، المعروف محليا بين الشباب في عدن، غالبا مستورد من الهند والسودان. يتم مضغه يوميا من قبل كثيرين، وهو أكثر خطورة لأنه يحتوي على:
• تبغ ناعم للغاية.

• مواد حافظة وملونات حمراء.

• سكر أو نكهات أخرى لجذب المراهقين.

المشكلة أن مضغ الفوفل بالكامل يؤدي إلى تكوين ترسبات وتشوهات في الفم واللثة. إضافة إلى ذلك، الفوفل يزيد من خطر سرطان الفم والحنك والفك.

الشمة

الشمه في عدن تأتي بعدة أنواع:
• الشمة الجاهزة: تبغ مع إضافات حمراء ونكهات اصطناعية جاهزة للمضغ.

• الشمة المقرطسة: تبغ مضغوط في علب صغيرة، أكثر تركيزا على النيكوتين.

مكونات الشمة عادة تشمل:
• تبغ ناعم جدا.

• فوفل مجفف أو مسحوق ناعم.

• مواد حافظة وملونات حمراء.

• أحيانا قطران أو مواد تزيد من الإدمان بسرعة.

• أم في حي شعبي اكتشفت مؤخرا أن ابنها البالغ من العمر 10 سنوات يستخدم الشمة.
بدأت الأم بالبكاء عندما علمت أن ابن الجيران أعطاه “حوت” صغير من الشمة ليجرب، دون أي وعي بخطر الإدمان أو التشوهات التي ستلحق به.

آثار التنبل والفوفل والشمة على المجتمع

تشوه المناظر العامة:
• البصق المستمر للشباب في الشوارع نتيجة مضغ الشمة والفوفل يلوث المظهر الحضري.

• أمراض صحية: الحوت والشمة والفوفل تسبب سرطان الفم، تآكل الأسنان، أمراض اللثة، وأحيانا أمراض القلب والرئة.

• الإدمان المبكر: كثير من الأطفال يستيقظون صباحا ويضعون شمة أو فوفل دون وعي بخطورة ذلك.

• الإهمال الذاتي: مدمنو هذه المواد يبدأون بعد فترة طويلة من الإدمان بعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والطعام والصحة.

الحلول والإجراءات المقترحة

• حملات توعية قوية: المدارس، المساجد، والإعلام يجب أن تشارك في توعية الأطفال والآباء حول مخاطر التبغ والشمة والفوفل.

• ضبط السوق والمحال التجارية: منع بيع الشمة والفوفل للأطفال دون 18 سنة، ومراقبة الأكشاك بشكل دوري.

• إشراك المجتمع: الأمهات والآباء يجب أن يكونوا مراقبين لأطفالهم وأن يكون الحوار معهم مفتوحا عن مخاطر هذه المواد.

• تقديم بدائل صحية: تشجيع الشباب على الرياضة والهوايات الإبداعية كبديل عن الشمة والفوفل.

• تشديد العقوبات على المخالفين: تجار الشمة والفوفل الذين يبيعون للأطفال يجب أن يواجهوا عقوبات صارمة.

التبغ، الفوفل، الشمة، والتمبل ليست مجرد عادات اجتماعية عابرة، بل هي طاعون صامت يقتل يوميا ويشوه المجتمع ويدمر صحة الأطفال والمراهقين. إذا لم يتم التحرك سريعا:
• سيستمر الجيل الجديد في الإدمان المبكر.

• ستزداد أمراض الفم واللثة والسرطان.

• ستزداد التشوهات في المظهر العام للشوارع والأحياء.

الحل يبدأ من الوعي، الرقابة، والحملات التوعوية المستمرة. حماية الأجيال القادمة من هذه السموم هي مسؤولية كل فرد وكل مؤسسة في المجتمع.

زر الذهاب إلى الأعلى