اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
ساخن

صالح الضالعي يكتب: تجارة« هائل سعيد».. من حمالة في (عدن) الى تجارة دولية.. كيف؟

صالح الضالعي

تروي القصص المعاصرة بان الحاج (هائل سعيد انعم) رحمه الله بدات مسيرة حياته التجارية من بوابة العاصمة الجنوبية عدن، اذ قال رواة عاشروه بان البدايات من عمره، وتحديدا في مقتبل شبابه فر هاربا من نظام الكهنوت الذي يتم دعمه اليوم من قبل اولاده واحفاده، فر الى العاصمة الجنوبية عدن ليستقر فيها وهو كفيف الايادي، وهاهم اولاده واحفاده يقدمون لها المؤامرات لتدميرها،وصدق المثل القائل من خلف مامات..لقد كان الحاج لايملك في جيبه بقشة ولا ربية هندية كعملة اساسية كانت سارية ومتداولة انذاك، لم يكن هناك خيارا امام الشاب اليمني التعزي خيارات متاحة لاسيما وان صقيع الفقر يضرب مخمصه.. واشارت الروايات المتناولة في حضرة الحاج «هائل سعيد» الا التلبج هنا وهناك، ومن باب الى متجر والى دكان ساعيا لايجاد فرصة عمل لتسد حاجته انذاك.. حينها مرت الايام وذهبت، وهو يمضي قدما نحو مهنة او فرصة سعيدة يحصل عليها لاسيما وان ابناء جلدته التعازنة الذين كانوا مؤجرين احدى الغرف بمديرية الشيخ عثمان ضاقوا به ذرعا نتاج عدم حصوله على فرصة عمل يتقرص منها كمثلهم

بحسب احد الرواة من اصحابه الذي كان يعمل لدى احد التجار الهنود ومقره كريتر والذي قال بانه عرض على الحاج «هائل سعيد» بان يعمل معه ومن خلال وساطته له لدى التاجر الهندي الذي ابدا موافقته بان يكون حمالا للبضائع القادمة من بلاد الهند والسند الى ميناء المعلاء في العاصمة الجنوبية عدن.

من جانبه وافق الحاج( هائل سعيد) على مقترح صاحبه مع انه على غير قناعة تامة به

(ثم اما بعد)

ذات صباح مشرق ذهب الحاج هائل سعيد الى مقر عمله الجديد كباكورة ميلاده الاغر، وفي جو يسوده التوتر والقلق، وفور وصوله المكان كلفه وكيل التاجر الهندي الذي تعود اصوله الى نفس المنطقة التي قدم منها الحاج، للذهاب الى ميناء المعلاء الذي يستولي عليه اليوم اولاده واحفاده، للقيام بانزال البضاعة من على ظهر السفينة القادمة من مدينة مومباي الهندية، وعند تفريغها عليه بتحميلها هو ورفقة معه والاتجاه بها الى مدينة كريتر التي كانت محضورة على كل شمالي للعيش فيها او الدخول إليها الا بتصريح رسمي، بينما تم استثناء السقايين، بمعنى الذين يجلبون الماء اليها.

دارت الايام والشهور ليضع الحاج بصماته من خلال القيام بمهامه على اكمل وجه، وعلى وقع المفاجأت التي حملت بشارات سارة له تتضمن ترقيته الى رتبة محاسب في احد المحال التجارية بكريتر، وكان الاقتراح من قبل الوكيل اليمني التعزي، شيلني اشيلك، تقفز الحاج من رتبة الى رتبة،ومن درجة الى درجة حد وصوله الى درجة وكيل التاجر الهندي، الذي كانت له الفضائل لتعريفه بتجار الافرنج، ثم بعد ذلك ركض الحاج (هائل سعيد) باقدامه جميل اسدي له من قبل من احتضنه وذلك بعد شروطات مسبقة بينهما ليجني منها ثمار بكر تجاري مقرون نجاحه بتنازلات مقدمة من قبل التاجر الهندي، لهكذا انطلق الحاج (هائل سعيد) نحو فضاء تجاري رحب وخصب مع تجار جدد معروفين باصفرار شعر رؤوسهم وبياض واحمرار اوجنهم.

استمرت الحكايات وتوالت القصص التجارية للحاج حد وصولها الى قيام الثورة الاكتوبرية الجنوبية التي كان يعارضها بقوة خوفا منها، او لنقل خوفا على مصالحه التجارية التي ارتبطت بشكل مباشر مع بني الاصفر «الخواجات» الانجليزية..

كيف؟

بعد قيام ثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963م واندلاع الكفاح المسلح الجنوبي ضد المستعمر البريطاني، واستمرار اشتعالها لمدة اربع سنوات بالتمام والكمال، واعلان الاستقلال الوطني الجنوبي في 30نوفمبر 1967م.. كان شعب الجنوب منهمكا في الفرح والعرس الذي اعلن من قبل ثوار الجنوب، هنا ادرك الحاج «هائل سعيد» خطورة المرحلة الثورية المندفعة نحو مساءلة الاعوان والمناصرين للجلادين المستعمرين ومن على شاكلتهم وخطى خطاهم، لقد كان الحاج ذكيا جدا اذ تجلى في نقل ودائعه وارصدته التي لاتساوي شيئا على ماوصل اليه من ازدهار تجاري كبير مابعد عام 1990م.

يغالط نفسه من يدافع او يحاول ان يذر رمادا في اعين ابناء الجنوب، لاقناعهم بان الحاج (هائل سعيد)’وبقية التجار الشماليين كانوا من اغنياء العالم قبل عام 1990م.. لنضرب مثلا لذلك بان جل التجار الشماليين لم يكونوا الا بمثابة قرش في كف تاجر جنوبي، ولكن كيف انقلب الحال والمآل في ليلة وضحاها

كشف اول عملية فساد من قبل ضابط جنوبي

يروي احد قادة الجنوب العسكريين المتمكنين من عملهم الاداري والذي كان يشغل حينها في جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية نائب مدير دائرة الامداد والتموين بوزارة الدفاع، وبعد قيام المشؤومة علينا كجنوبيين تم تعينه بنفس المنصب حتى منتصف التسيعينات، وقبل اقالته مابعد حرب صيف 1994م كشف صنفا واحدا الا وهو صنف الزيوت الذي كان وكيله شركات ( هائل سعيد) لاستيراده للجيش اليمني، اذ كانت مفاجئته اثناء اخضاع الصنف للدراسة بانه في العام السابق كان العرض المقدم للوزارة ب( 6) مليار ريال، وفي نفس العام من كشفه بان العرض المقدم ايضا ب 6 مليار ريال، هنا صعق القائد الجنوبي المخضرم والذي كان يدرك تماما من اين تؤكل الكتف، بذلك قام باجراء اتصالاته مع فرع الشركة في دبي والتي اكدت له بان قيمة الشحنة تساوي( 3 مليار) و«200»مليون ريال فقط، مستنتجا بان« 3» مليار ريال لطشوها كفارق سعر ذهب الى جيوب اولاد (هائل سعيد) وحسب ماجاء في تاكيدات الناشط الجنوبي فاروق فدعق بمقطع فيديو وماخفي كان اعظم.. ثلاثة مليار ريال شفطت في صنف الزيوت فقط فكيف ببقية الصفقات الاخرى بما فيها صفقات شركات النفط والغاز والوكالات التجارية والسياحية ووكالات شركات الزيوت، ضف الى منح تراخيص لوكالات الاصطياد، والتجار المتعاقدين مع المؤسستين العسكرية والامنية، وكذلك المؤسسة الاقتصادية اليمنية، وبقية مرافق الدولة التي سيطر عليها الشماليون وبصورة تامة، واغلقت ابوابها بوجوه كل تاجر جنوبي حاول ان يتسلل اليها وان كان عميلا ووفيا ومخلصا لهم حد حبه لحياته، الا انهم لايثقون بما كانوا يسموهم بالكلاب الجنوبية الضآلة.. البقية يتبع

زر الذهاب إلى الأعلى