اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
أدب وثقافة

قصة قصيرة.. الفتاة الوردية..«روعة جمال» تكتب

كتب/روعة جمال

قصة قصيرة
«الفتاة الوردية»

كان يوجد في احدى القرى رجلا كريما محبا لاهل قريته وكان يستيقظ مبكرا نشيطا فرحا وهو يشاهد شروق الشمس ويسمع زقزقة العصافير ويذهب لمحل عمله ثم يعود وهو بكامل نشاطه والسعادة مرسومة على وجهه بابتسامة مشرقة واولاده يلهون ويلعبون امامه وبعد سنوات كبر الاولاد وتغيرت الحياة ثم تزوجو وانجبوا اطفالا واصبح لديه احفاد وكان يحبهم كثيرا وكان اولاده يرغبون السكن في المدينة بدل القرية ليكملوا تعليمهم وقد عزمو على ترك تلك القرية.

في بداية الامر رفض الاب موضوع السكن في المدينة ولكن الاولاد كانو مصممين فلم يكن لديه رأي سوى الامتثال الى أمر اولاده لانه لايستطيع العيش بدونهم وكان متعلقا جدا بحفيديه امير وميرا الذي كان يحبهما كثيرا لهذا قررالذهاب معهما مرغما لانه لم يكن يملك أي خيار وكانوا احفاده سعداء بالحياة الجديدة التي كانا يحلمان بهما كون القرية كانت تبعدهما عن تلقي تعليمهما فهما كانا متفوقين في الدراسه واراد ان يقدمان في دورات تقويه لاجل ان يدخلا كلية الطب أوالهندسة

وبعد استقرار العائلة في مدينتهم الجديدة تغيرت حياة ابنائه واصبح لديهم اعمال كثيرة لايراهم والدهم طوال اليوم الا قليلا وكان الرجل الطيب( الجد احمد) الذي تملأ وجهه الابتسامة ينظر الى ابنائه وهم مشغولون عنه فكان ينهض في الصباح الباكر ويجلس على شرفة منزله ثم يخرج صباحا ويقف امام اطلالة البحر يراقب شروق الشمس وكان يشعر بالملل فقرر ان يشتري دكانا في السوق قريب على مدرسة احفاده يبيع فيه اغراض للاطفال لانه كان يحب الاطفال كثيرا ومن خلال هذا الدكان يقضي على وقت فراغه ويكون واقف على رجليه ولايرضخ لاعراض الشيخوخة فكان يراقب الاطفال بابتسامة وسعادة وحينما يذهبا احفاده الى المدرسة يمران عليه لاجل يعطيهما بعض السكاكر ويفرحان بها فهو يشتري تلك السكاكر لاجل يمران عليه ويحتضنهما فهما طفلان لايعلمان ان جدهما ترك القرية التي يحبها لاجلهما.

وفي احدى الايام مرت بجانبه فتاة جميلة حزينة يثقلها الهم والالم يجعل ارجلها لايقويان لحملها تقعد بجانب الرصيف تبكي بصمت وقطرات دموعها تنزل على خديها وهي تحاول اخفائها عن الناظرين فأتى اليها الجد احمد ليسألها..
الجد احمد: مابك يابنتي هل هناك امرا اخبريني لعلنا نجد حل لتوقف تلك العيون الجميلة عن البكاء
ورد : شكرا ياجدي لاعليك ليس هناك شي ولكني تعبت فاردت ان اجلس لارتاح
الجد احمد: تعالي يا ابنتي اعطيك بعض السكاكر فان احفادي قبل وهله اخدو منه ثم ذهبا الى مدرستهما فهل انتي تدرسين؟
ورد: شكرا جدي ربي يحفظهما انا ايضا احب السكاكر…ودمعت عيناها حينما قالت و انا كذلك كنت ادرس ولكن اليوم لم اعد اريد الدراسه فقد قررت ان اتركها ياجدي
الجد احمد: لست معك بهذا الرأي يا ابنتي انتي ذكية كما يبدو لي وعليك ان تكملي دراستك
ورد : وكيف عرفت بانني ذكية ياجدي؟

الجد احمد: من خلال حديثك ومنطق كلامك وسرعة بديهتك وعدم النفور مني برغم حزنك فكنتي معي ودودة ومرحه مع ان دمعاتك تملأ جفونك وكم اود ان اساعدك ياأبنتي لو تسمحين بهذا حينما اطمأنت ورد من الجد احمد حكت له كل شي كان يحزنها

وحينما استمع الى قصتها ابتسم.. قائلا: لاتحزني يا ابنتي ان هذا الامر سهل وان شالله نستطيع حله فأن جميع اامشاكل التي تتعلق بالاموال مقدور عليها فلا تحزني فأدعي من الله ان يسهل الامور وسوف تجدي بعض الاشخاص يقومون بالمساعدة
فاتفق معها ان تحضر غذا صباحا ليجد حل لمشكلتها…
وفي صباح الباكر اتت ورد وهي مسرورة لانها ستجد حل تستطيع الرجوع الى مدرستها التي تحبها كثيرا

الجد احمد: يا ابنتي اني وجدت ان اباك لابد ان. يعمل عمل اضافي لاجل ان يسدد دينه الذي ارهقه
ورد: انه يعمل عمل اضافي منذ شهر ولم يستطع توفير ماعليه من ديون وواجبات
الجد احمد: سهلة يابنتي سوف ادفع الدين الذي على والدك وهكذا تنتهي مشكلتكما وتعودين لدراستك
ورد : لن يرضى ابي بهذا فهو لم يقبل من اي شخص صدقة ولم يقبل ان يخرج من دين ليدخل في دين اخر..

جميعهم سكتو لوهلة فمر امامهما صبي يبيع الورد فتبسم الجد احمد قائلا: اني وجدت الحل يا ابنتي ان العمل ليس عيبا لماذا لاتعملين انتي وتساعدين اباك وتدفعين مستلزمات المدرسه فلاتكونين عالة علي ابوك
ورد: وبماذا اعمل ياجدي
الجد احمد: تبيعين ورد ياورد وتكونين معي نخصص في هذا الدكان مكان لبيع الورد ( ايتها الفتاة الوردية) فأنتي تشبهين الورده ونسمي هذا الدكان ( دكان الفتاة الوردية )

زر الذهاب إلى الأعلى