والله ماعاد درينا كيف يالول

فكري قاسم

اغرب ماشفته في حياتي يالول
هو ان الحوثيين يزفوا قتلاهم في صالات الافراح وكأنهم عرسان
ويوزعوا في مراسيم العزاء البهيج (!) اكياس عليها صورة القتيل مذيله باسمه مع عبارة ” تهانينا آل فلان الفلاني ”
كنت حاضرا في احدى المرات بصنعاء لتقديم العزاء لأحد اصدقائي المتحوثين في مقتل نجله بينما كان يوزع الاكياس للحاضرين ؛ وكانه يوزع عليهم جعالة العيد !
واول ماشافني في الصالة نبع يستقبلني بكيس التهاني وبمجرد ما ان قلت له : عظم الله لك الأجر يافلان ؛ امتعض مني وقال ينبهني بصوت حازم :
– بارك لي لو انت صاحبي لاتقوليش عظم الله لك الاجر !
ابني عريس الان في الجنة .. واليوم احنا نزفه شهيد لبنات الحور !
ايواااه

انا اعتجمت ذيك الساع بصراحة وماعد إلا قلت له :
الف الف مبروك .. ادام الله السرورو
وعقبى لما نزفك بعده لبنات الحور
وروحت يومها من صالة عزاء الفرح (!) عموما وانا مصدوم اتسائل في حيرة :
– ايشو هذا السحر الذي يعملوه لرؤوس الناس للحد الذي يخلي الواحد
فرح في يوم مقتل فلذة كبده ؟!

اليوم اتصلت ابارك له بمقتل #حسن_نصر_الله ” وقلت له:
– تهانينا ياصاحبي والف الف مبروك ..
اليوم زفينا حسن لبنات الحور وبكره ان شاء الله نزف سيدك عبده في عرس جماعي شنحجر له من الان.
واحسب اني بهذا الكلام قد تجملت معه .. واني وريته ان قدنا فاهم اسلوب التعازي على الطريقة الحوثية ؛ ولكنه زعل مني وقال بصوت غضوب :
– ذلحين انت تتشفى بي او ماهو ؟
اعتجم لساني للمرة الثانية ؛ وانهيت المكالمة معه وانا مطنن اتسائل بنفس الحيرة:
– ايشو هذا العماء الذهني المهول الذي يخلي الواحد يستقبل التهاني بمقتل ولده ؛ وفي نفس الوقت يشتيك تواسيه وتعزيه بمقتل الشخص الذي تسبب في مقتل ابنه !
وذلحين انا مربوش الصدق ومش داري ايش اقول :
– تعازينا والا تهانينا ؟
ادام الله السرور .. والا ادام الله الدبور ..
والله ماعد ظهر لي كيف يالول
– ياذا قول #تعانينا واتخارج