وائل القاضي يكتب عن افة الحسد واضراره.. ماذا قال؟

السبت ًـ ٢٦ ـ مايو ـ ٢٠٢٤م ـ ١٤٤٥ هـ
كتب /وائل القاضي
في زمن تعددت فيه الخلافات وكثرت فيـه صور الشحناء وزاد التباغض بين الناس، وقّل أن تجِد مثالاً واحدا في مجتمع يعيش اصحابه حياة الألفة والتقارب، وتدمرت العلاقات الإجتماعية وتفككت الكثير من الأسر واصبح الأخ عدوا لأخيه والجار عدوا لجاره والموظف عدوا لزميلـه وهكذا حياة موحشة تضيء ايامها ولياليها نزغات الشياطين ولعنات الآفات التي امتلئت بها القلوب اليوم من الحسد والحقد والبغضاء والتشاحن وحُب الذات وكره الخير للاخرين وتسلط النفس البشرية على اصحابها والهواء وعاش الكثير من الناس حياة موحشة بعيداً عن الايمان والرضاء.
الحسد داء عضال وسم قاتل وهو المحرق بلا وقود، والمغرق بلا ماء، والقاتل بلا سكين، ومن ما لاشك فيه إن الحسد أفة ذميمة في المجتمع والمجتمعات يعيشها اصحابها حالة من الإختناق المعيشي حياة مغلقة عن السعادة تماماً وهو العدو الرئيسي الذي دمر العلاقات الإجتماعية و واحد من اسباب الاصابة ،،بالعين،، والنفس التي دمرت الكثير من الأسر وقتلت الكثير من الناس، فالحُساد طباعهم ذميمة وافعالهم قبيحة وصحبتهم سوء ومجالستهم لاسعادة فيها هُم ،،حُمى الروح،، ومصدر للتعاسة والشقاء وسبب في تدمير حياة الكثير من الناس، لأن الحاسد لهُ نفس شيطانية تأمره بالسوء وكرة الخير للاخرين، وتمني زوال نعمهم إلا أن الكريم منهم يخفية واللئيم يُبديه.
الحُساد كُثر واكثرهم خُبثاً ووضوحا وعلامات ورؤية، هُم اولئك الاشخاص التي تعكس مرأة قلوبهم السوداء مافي داخلها على وجوههم ،الناضر لهم يشعر بالبغض وعدم الراحة بالحديث معهم حتى وإن كانوا غُرباء، وذالك لآن النفس البشرية، التي يحبها الله يحبها الناس وهكذا ك الذي يبغض شخصاً ويحب أخر دون معرفته سوى أنه كان مارا أمامه أو على صدفة قابلة، أو جالسه، تلك هي علامات القلوب السليمة ولكُل مؤمن فراسةّ في التمييز والمعرفة والتفصيل بين الناس.
العين حق والحسد والحاسدين هم أكثر الناس خُبثا في المجتمعات لآن نفوسهم هي ،،الجمرةً،، التي قتلت الكثير من الناس وقلبت حياتهم إلى جحيم ودون ذنب سوى أنهم اضهروا جميلاً كان خُلقا أو رزقاً أو نعمةً منّ الله بها عليهم أو رزقهم بها، حتى إن الله تعالى ذكَر ،،الحسد،، في أخر سورة الفلق وقال (ومن شر حاسدا إذا حسد) وذالك لشره ، وأفته، وقبحه.
وهكذا فـ الحاسد لايُجالس أو يعاشر أو يصاحب أو تُذكر له النعمة لأن الطبع هو طبع النفس وخبث القرين والحاسد هو العائن لكُل معيون، لذا فالذين اصيبوا بالعين عليهم البحث عن الحُساد واصحاب الطباع الئيمة والنفوس القذرة من منّ عاشروهم أو جالسوهم أو تحدثوا معهم بالنعم الباطنة والظاهرة، التي منّى الله بها عليهم، واشدهم خبثاً ،،بالعين،، الحاسد العائن ذات ،،العينين الحمراء،، وهي من اسمى علامات الحُساد العائنين الذين حولوا حياة الكثير من الناس إلى جحيم والتي عكست نظراتهم إلى خُبث مافي قلوبهم امتدادً من خبث القرين، والنفس الأمارة بالسوء داخل دهاليز ذاك القلب المظلم بالأفات.
ولاشيء يقي الأنسان من أولئك الاشرار الذي تجهلهم المجتمعات وتتعايش معهم ولا تشعر بهم، إلا بالاذكار والدعاء والابتعاد عنهم وعدم الجلوس معهم والتحدث لهم عن تفاصيل حياتهم حتى تجتمع الاسباب ويكون بذالك الايمان بالله بأن الله خيراً حافضاً وهو ارحم الراحمين.
وائل ـ القاضي. السبت ـ ٢٦ ـ مايو ـ ٢٠٢٤م