رائد العفيف: المؤامرة السياسية ضد الجنوب واللعبة الخبيثة للشراكة المفروضة وحرب الخدمات

 

كتب / رائد عفيف

لا شك أن الجنوب يواجه تحديات سياسية خطيرة تهدد حقوقه ومصالحه، وتتمثل واحدة من هذه التحديات التي تم فرضها على المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال الشراكة مع الشرعية في حكومة المناصفة. فعلى الرغم من أن هذه الشراكة كانت تهدف في الأصل إلى تحقيق الاستقرار والتوافق السياسي، إلا أنها سرعان ما تحولت إلى أداة لتقويض حقوق الجنوبيين.

صرح السيد عمرو البيض، ممثل المجلس الانتقالي الجنوبي، بتصريحات تكشف حجم المؤامرة التي يتعرض لها شعب الجنوب. فقد أكد أن فريق المفاوضات تم تقييده ومنعه من العمل بحرية، بهدف منح رئيس مجلس القيادة الرئاسي السلطة الكاملة في تقديم التنازلات للمبعوث الأممي. وهذا ما رفضه المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي واجه بدوره حملة حرب الخدمات المدبرة من قبل رئيس المجلس الرئاسي، بهدف استخدامها كوسيلة لإحداث انقسام في صفوف الجنوبيين والتأثير على شعبيته،والضغط عليه لقبول الشراكة مع جماعة الحوثي، متجاهلًا قضية الجنوب.

إن هذه اللعبة الخبيثة التي يتعرض لها الجنوب تشكل تحديًا كبيرًا للمجلس الانتقالي الجنوبي، وعلى عاتقه استخدام كل الأدوات والإستراتيجيات المتاحة لحماية حقوق شعب الجنوب. يجب أن يظل المجلس قويًا وواعيًا للمؤامرات التي تحاك ضده، وأن يعمل على الحفاظ على دعمه الشعبي وتعزيزه قبل فوات الأوان.

كما ينبغي على المجلس الانتقالي الجنوبي أن يعتمد استراتيجية شاملة تركز على حماية حقوق الجنوبيين وتعزيز قضيتهم. يجب أن يستخدم المجلس كل القنوات الدبلوماسية والإعلامية الممكنة لكشف حقيقة مؤامرة الشراكة المفروضة والتصدي لتأثيرها السلبي على القضية الجنوبية. وعلاوة على ذلك، يجب أن يعمل المجلس على توحيد الجهود الداخلية والخارجية للتصدي لحرب الخدمات والتأكيد على أهمية قضية الجنوب وحقوقه المشروعة.

إن استقلالية الجنوب وحقوق شعبه ليست قابلة للمساومة أو التفاوض. يجب أن يتحد الجميع، سواءً كانوا أعضاء في المجلس الانتقالي الجنوبي أو أبناء الجنوب، لمواجهة هذه المؤامرات والدفاع عن استقلالية وكرامة الجنوب وثوابته الوطنية.

يجب أن تتحمل القيادة الجنوبية مسؤوليتها تجاه الشعب وأن تتخذ إجراءات حازمة لمحاربة الفساد وتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي. يجب علينا العمل معًا لبناء مؤسسات قوية ونزيهة تعمل على توفير الخدمات العامة وتلبية احتياجات المواطنين. يجب أن يكون هدفنا الأسمى هو استعادة الكرامة والحقوق لشعب الجنوب وتوفير بيئة حياة تتسم بالعدالة والتقدم.

في النهاية، لن تنجح لعبة الشراكة المفروضة وحرب الخدمات إذا واجهت إرادة شعب الجنوب المتماسكة ووعيهم بحقوقهم. يجب أن يستمروا في التصدي لهذه المؤامرات والعمل بكل قوة لتحقيق تطلعاتهم للحرية والعدالة والكرامة. إن مستقبل الجنوب يعتمد على وحدة شعبه وتماسكه في مواجهة التحديات وتحقيق أهدافه المشروعة

زر الذهاب إلى الأعلى