اتفاق ينهي حرب غزة بعد عامين من المأساة.. التوقيع اليوم في القاهرة

أُعلن فجر الخميس عن التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من عامين، على أن يتم التوقيع عليه في القاهرة ظهر اليوم، وفق مصدر مطلع على المفاوضات.
وجاء الإعلان بعد جولات مكثفة من المباحثات غير المباشرة جرت في مدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة وسطاء من الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر، وسط أجواء من التكتم، انتهت بالتوافق على الخطوط العريضة لاتفاق ينهي الحرب الأكثر دموية في تاريخ القطاع المحاصر.
منذ السابع من أكتوبر 2023، شن الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة واسعة ضد سكان غزة، خلّفت أكثر من 67 ألف شهيد و169 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما تسبب الحصار والمجاعة في وفاة مئات آخرين.
المرحلة الأولى من الاتفاق
الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في منشور عبر منصته “تروث سوشال” إنه فخور بإعلان موافقة إسرائيل وحماس على “المرحلة الأولى” من الخطة، موضحاً أنها تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن قريباً وسحب القوات الإسرائيلية إلى الخط المتفق عليه، تمهيداً لما وصفه بـ”سلام قوي ودائم”.
وشكر ترامب قطر ومصر وتركيا على دورها في إنجاح ما وصفه بـ”الحدث التاريخي”، متوقعاً أن يبدأ تنفيذ الاتفاق وإطلاق المحتجزين الاثنين المقبل، مشيراً إلى أن العملية ستشمل أيضاً استعادة جثث القتلى.
بدوره، أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن الوسطاء توصلوا إلى تفاهم نهائي حول بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، موضحاً أن الاتفاق يشمل الإفراج عن المحتجزين من الجانبين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
من جهتها، أكدت حركة حماس في بيان رسمي أنها توصلت إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب بعد مفاوضات وصفتها بـ”الجادة والمسؤولة”، مشيرة إلى أن التفاهم يتضمن وقف العدوان وانسحاب الاحتلال من غزة وتبادل الأسرى وفتح المعابر لإدخال المساعدات.
وفي جنوب القطاع، عمت مشاعر الفرح أوساط النازحين في منطقة المواصي بخان يونس فور سماع نبأ الاتفاق. وقال سامر جودة، أحد النازحين من حي الشجاعية، لوكالة فرانس برس: “عندما سمعت الخبر لم أتمالك نفسي، بكيت من الفرح… سنتان من الرعب والدمار والفقد، واليوم كأنها عودة للحياة”.
لكن المكتب الحكومي في غزة دعا الأهالي إلى التزام الحذر وعدم التحرك الميداني حتى صدور إعلان رسمي من الجهات الفلسطينية المختصة، مشدداً على ضرورة تجنب التنقل في شارعي الرشيد وصلاح الدين “تحسباً لأي خروقات إسرائيلية”.
التوقيع في القاهرة
مصدر مطلع على المفاوضات أكد أن التوقيع الرسمي على الاتفاق سيتم ظهر الخميس في مصر بحضور وفود الأطراف المعنية.
وفي تل أبيب، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيعرض الاتفاق على حكومته لإقراره، مؤكداً أنه “يمهّد لإعادة جميع الرهائن إلى الوطن”.
مصدر في حركة حماس أوضح أن المرحلة الأولى تتضمن الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء مقابل إطلاق أكثر من ألفي أسير فلسطيني، بينهم 250 محكوماً بالمؤبد و1700 اعتقلوا بعد أكتوبر 2023، إضافة إلى انسحابات إسرائيلية مجدولة من مناطق القطاع.
خطة ترامب
تتضمن خطة ترامب عشرين بنداً تبدأ بوقف فوري للحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى الخط المتفق عليه، يليها تبادل المحتجزين خلال 72 ساعة من إعلان القبول الرسمي.
وبحسب الخطة، تُفرج إسرائيل عن 250 أسيراً محكوماً بالمؤبد و1700 أسير من غزة، بينهم نساء وأطفال. كما يُمنح عناصر حماس الذين يلتزمون بالتخلي عن السلاح عفواً، مع توفير ممرات آمنة لمن يرغب في مغادرة القطاع.
ويُرسل الدعم الإنساني فوراً إلى غزة لإعادة تأهيل البنية التحتية والمستشفيات والمخابز ورفع الركام، على أن تُدار عملية التوزيع عبر الأمم المتحدة والهلال الأحمر وجهات دولية محايدة.
ويقضي الاتفاق بإنشاء إدارة انتقالية مؤقتة للقطاع تتكون من لجنة فلسطينية تكنوقراطية بإشراف هيئة دولية جديدة تُسمى “مجلس السلام” يرأسها دونالد ترامب، بمشاركة شخصيات دولية أبرزها توني بلير، لتأمين التمويل والإشراف على إعادة الإعمار إلى حين استكمال إصلاحات السلطة الفلسطينية.
كما تتضمن الخطة إنشاء منطقة اقتصادية خاصة ومشاريع استثمارية لتوفير فرص العمل، إضافة إلى تشكيل “قوة استقرار دولية مؤقتة” تُنشر في غزة فوراً لتدريب الشرطة الفلسطينية وتأمين الحدود بالتعاون مع مصر وإسرائيل.
وأكدت الخطة أن إسرائيل لن تضم غزة أو تحتلها، وأن انسحابها سيكون تدريجياً وفق جدول زمني مرتبط بنزع السلاح الكامل تحت إشراف مراقبين دوليين، مع ضمانة من شركاء إقليميين لمنع تجدد التهديدات.
وتختتم الوثيقة الأميركية بالإشارة إلى أن نجاح تنفيذ الاتفاق سيفتح الباب أمام حوار سياسي شامل يمهد لتقرير المصير الفلسطيني وإقامة دولة مستقلة في إطار سلام إقليمي دائم.